
الشاعر الفلسطيني: بشار الحارثي
(١)
مساومة
الفيل قال للفأر
سأعطيك ما قد يغنيكَ
أنت تُحضر لي الحنطة
وأنا أخزنها فأرضيكَ
وإن أعجبك جحراً في الميدان
قدّم لي مخططه أوليكَ
وإذا إنقلبت عليك الفئران تعال إلي أحميك َ
هكذا يدور الحوار عادة ً
إذا أرسلنا مبعوثا ً عربيا ً لأمريكا !!
(٢)
موهبة
قالَ لي والدي.
يا بنيَّ ارى فيكَ شاعراً سيقدِّم للشَّعبِ اضاءاتْ
حولَ ما يحدثُ في القمةِ
وما يدورُ في المؤتمراتْ
ارى فيكَ
موهوباً يفهمُ بالاشاراتْ
وصوتاً سيصلُ ـ إن شاءَ لله ـ
من النيلِ الى الفُراتْ
ارى فيكَ يا بنيَّ
كاتباً عبقرياً سيضيءُ بشِعْرِهِ اكنافَ الحاراتْ
ارى فيكَ
مبدعاً في كشفِ الوعودِ
ومُخضرماً في توطينِ العِباراتْ
باختصارٍ يا ولدي
ارى فيكَ مطلوباً للمخابراتْ!!
(٣)
مستشفى
ان كنت تشكو من مرض لا تصمت
فتلك هي الغلطةْ
راجع ذاك المشفى عند تلك النقطةْ
انت تشكو يا بني من الكلام
وهذا في الوطن أصعب من جلطةْ
سنعالجك من الكلام في جناح خمس نجوم
شيّده مسؤول السلطةْ
فان احتجت جرعة صمت
ستجدها في هذي الشنطةْ
ان لم تُجدِ الجرعة نفعا
فمقص من سيّد قشطةْ
قطع لسانك يا ولدي يشفيك من هذي الورطةْ
شرّفت المشفى يا ولدي
لن نطلب اجرا للمشفى فالله الواحد قد اعطى
غادر مشفانا الان فلا من لثغة ولا من قرطةْ
إن غادرت المشفى هذا
أدر وجهك للمشفى واقرأ: هنا مخفر الشرطةْ!!
(٤)
إحترام
حضر المخبر لبيتي
ضرب الباب برجله بمنتهى الاحترام
صاح بأعلى صوته: استأذن الدخول يا ابن الحرام
أجبت: ما حاجتك الان وهنا؟
فقال: مطلوب استدعاؤك في أمر هام
فقلت: أعطني مقدمة بسيطة
بصق في وجهي وقال: هذه رؤوس أقلام!!