spot_img

ذات صلة

جمع

هل نهاية للعولمة؟

الكاتب والناقد: حسني عبد الرحيم عندما فرض الرئيس الأمريكي "دونالد...

أنا أحب إذن أنا موجود: أو الفلسفة والفائض من الغرائز

بقلم الأستاذ: الأسعد الواعر أنا أحب إذن أنا موجود هو...

آنِي.. فِي كَنَفِ “الآنِي”

الكاتب والشاعر: شاهين السّافي يذكر أنها تلقت أغرب طلب...

“أهيم عشقا بأمّ القرى ” لجلال باباي: مراثي الخريطة…

رياض خليف تصفحت هذا العمل كثيرا، مقتفيا خطى كلمات الشاعر...

رشقةُ مِن أشلاء “ديمترياس” على وجه العالَم!

الشاعر: هادي دانيال

الوردةُ الجريحةُ

بَعْدَ عقودِ العَطَشِ المُرِّ إلى نسائم الصباحِ

والخروجِ من أصائصِ العشائرِ/الطوائفِ التي نَخَرَها الصديدْ

الوردةُ المريضةُ

تَحْلُمُ أنها

تنهضُ مِن سريرها يغمرُها الندى

تمضي إلى قهوتها في شرفة المدى

تُصْغي إلى فيروزَ/

صَوتها بَلْسَمُ أوجاعِ الملايين على ضِفافِ بَرَدَى

الوردةُ الأميرةُ التي أوْرَثَها التاريخُ ضَوءَهُ العتيقَ والصدى

في لحظةٍ حَفَّ بِها الرّدى

فَرَفَعَتْ حُسامَها/فاجأها انكسارُهُ في غمْدِهِ

تَلَفَّتَتْ دامِعَةَ العينينْ

فاقْتَرَبَ “بروتُسُ” طاعناً

تَرَنَّحَتْ، وَصَرَخَتْ:

-قلبي على يبوسْ!.

……….

الفرَسُ التي تركَها فارسُها وحيدةً بينَ التيوسْ

ترقبُ كيفَ اكتمَلَتْ “حَيْوَنَةُ الإنسانِ” حين استبدلَ الغابُ مُلوكَهُ

والغَنَمُ الجائع يثغو طائعاً وطامعا

يسوقهُ السرابُ مِن معدته إلى مَصائد المُقامرِ الجديدْ

الفرَسُ التي تمَزَّقَتْ سُروجُها

وأطْبَقَ الرُّعْبُ على صهيلِها

تبحثُ عَبَثاً عن مَهْرَبٍ مِن قلعةٍ تحطّمَتْ بُرُوجُها

وحولها ألجمةُ النيران والحديدْ

……….

مِن الشمال والجنوبِ هَزّها الوعيدْ

ذئابُ طوروسَ التي تنتعلُ الرياحَ كتمَتْ عُواءَها،

وأطلَقَتْهُ مِن نوافذِ البيوتِ في الديارْ

كان النهار شاحباً مِن شحّةِ الزيوت في القنديلْ

فانطفأت آخِرُ شعلةٍ نَفَثَها الفتيلْ

 

وعلى عَجَلَةٍ مِن أمرها، أومأت الذئابُ للشمسِ بأن تختارْ:

البُرْقُع الأزرق، الجادور، والخمارْ؟.

……….

“جَيْرونُ” يا توأمَ “قندهار”؟!

بناتُ آوى / عرَباتُ النارْ

لَوَّحْنَ بالتلمود في الجنوبْ

ومن أعالي جبلِ الشيخِ عَزَفْنَ “هتكفاه”

بلحْنِهِ الطروبْ

وعلى إيقاعه نرقص في الساحاتِ مُنْتَشينْ رقصةَ العبيدْ

……….

أَمَلُنا شريدْ

الوردةُ الجريحةُ

حاصرَها الذبولْ

والفَرَسُ اليائسةُ

تُساقُ عُنْوَةً إلى حظيرةِ الخُيولْ

والوحشُ فوقنا مُخْتَلِف الرؤوسْ

مُبْتَسِماً يدسّ في أوهامِنا الكابوسْ

دماؤنا على خناجرٍ نَحسبها مِدى

في مطبخٍ جميلْ

وشمسنا أدمنَت الغُرُوبْ

يا ليلنا الطويلْ

وعندما

حدّقَتْ “الزرقاءُ” في الآفاقْ

هَارَتْ نُجُومُ الليلِ عن أغصانِهِ

والفَجْرُ لاحَ أسْوَدَ!.

*تونس-المنار

مساء الأحد15/12/2024.

spot_imgspot_img