spot_img

ذات صلة

جمع

“الفاشية الامريكية” الجديدة ماهي؟ وكيف تعمل؟

الكاتب: حسني عبد الرحيم منذ صعود" دونالد ترامب" في ولايته...

ذاكرة كتابي الأوّل: المجموعة القصصية”هنا لندن ذات مساء…”

بقلم: رياض خليف 1صدرت هذه المجموعة 2002عن دار الإتحاف بسليانة...

الأسْطُولُ.. ومَا يَسْطُرُونَ..

شاهين السّافي لا حديث في هذه الأيام إلاّ عن "الأسطول"....

جمعية قليبية للثقافة والفنون والتراث تحتفي بالشاعر عادل المعيزي

بقلم: أسمهان الماجري السبت 27 سبتمبر 2025 تم تقديم كتاب...

الرّمز والرّؤيا والتّشكيل الجمالي في المجموعة الشّعرية “حين تورق الكلمات”.. للشّاعرة التّونسية: مفيدة الغضبان

الباحث والنّاقد: عبدالحميد الطبّابي                   "حين تورق الكلمات" مجموعة شعريّة...

جمعية قليبية للثقافة والفنون والتراث تحتفي بالشاعر عادل المعيزي

بقلم: أسمهان الماجري

السبت 27 سبتمبر 2025 تم تقديم كتاب “البعيدة كتاريخ راهن للشاعر عادل المعيزي برواق الفنون بدار الثقافة نور الدين صمود. واللقاء كان من تنظيم جمعية قليبية للثقافة والفنون والتراث “cap kélibia “. وهي جمعية تقوم بعشرات الأنشطة في الأدب والفلسفة والفنون التشكيلية والتراث سنويا وبكثافة. ودائما ما تجمع ما بين معرض للفنون التشكيلية وتقديم كتاب ما. لذلك رافق التقديم معرض تكون من لوحات الرسام شهاب حميد الحاضن الجمالي والمكاني لهذا اللقاء، ولقد تميز هذا اللقاء أيضا بحضور موسيقي مميز للفنّان عادل بوعلاق وحضور للصحفي سفيان العرفاوي الذّي أدار الجلسة اضافة للأديبة رشيدة الشارني التي قدمت المداخلة الافتتاحية حول المنجز الشعري للمحتفى به الشاعر الكبير عادل المعيزي. اذ قدمت محطات من مسيرته التي انطلقت منذ نھاية عقد الثمانينات وكانت حافلة بالإبداع والكتابة. ومما جاء في مداخلة رشيدة الشارني نذكر: “إنّ الاهتمام بالأحداث العالمية والقضايا العامة ليس جديدا على عادل معيزي، فهو شاعر منشغل بالعذابات الإنسانية الكبرى، والمعاناة الاجتماعية التي تعيشها الطبقات المسحوقة داخل الوطن، ولا يكتفي بالفرجة على المحرقة من برجه العاجي حتى يكتب عنها، بل يعيش المحنة، ويخوض حروبها ويلتحم بتفاصيلها ويحترق بنارها، والأهم من ذلك أنه يحافظ على القيمة الفنية للقصيدة حين يكتب، بل يرتقي بالتجربة إلى مستوى فلسفي عبر توليد المعنى وطرح الأسئلة الوجودية الكبرى لم يتغيّر عادل معيزي منذ عرفته في بداية التسعينات، كان ضمن موجة صاخبة من الشعراء والأدباء القادمين من المدن والقرى الداخلية المقصيّة البائسة نحو تونس العاصمة…استمعت إليه وهو يلقي قصائده على منصات دور الثقافة، واتحاد الكتاب، ونادي الطاهر الحداد، والمركز الثقافي الحسين بوزيان ثمّ بمركز “ألتايير” بالمنزه الخامس… كنا نخطو الكلمات في وقت واحد، في عالم مزدحم بالأسماء اللامعة في الشعر والسرد وننشر على الصحف والمجلات التونسية والعربية نصوصنا الأولى. كان عادل المعيزي من أبرز شعراء جيله، ذلك الجيل الحامل لانكسارات كبيرة وقضايا مسكوت عنها، وأحلام بلا حدود، كان متمردا على المألوف والموجود وعلى القصيدة العمودية وشعراء الطليعة و خاصة على شعراء السلطة المهيمنين على المشهد الشعري آنذاك والذين يحارب بعضهم كل صوت جديد خارج منظومة الولاء التي ينتمون إليها … كان عادل معيزي ضمن هذه الموجة الصاخبة يعد من أكثر العناصر الثائرة ضد الهياكل الثقافية الرسمية والمتزعمة لحركة الإصلاح ، فقد ثار ضد اتحاد الكتاب، وساند الشعراء الذين يستوجب وضعهم المساعدة الاجتماعية …ودعا إلى مؤتمر وطني للثقافة والإبداع ، ثمّ إلى تأسيس مجلس أعلى للثقافة … وكان من ضمن المؤسسين لنقابة كتاب تونس قبل نصف عام من اندلاع الثورة، وأخيرا دعا إلى التجديد في برنامج الباكلوريا واستبدال أدب محمود المسعدي بأسماء أخرى لا تقل عنه أهمية، مواكبة للحداثة والقضايا الراهنة… والآن يتولى على صفحته متابعة أطوار رحلة أسطول الصمود على صفحته ومدّ أصدقائه بالمعلومة الجديدة” كذلك كان هناك حضور للناشر وليد أحمد الفرشيشي. الذي ذكر بأهمية ان لا يكون النشر تجارة صرفة بل إيمانا بالفكر والابداع، واستعرض فكرة انطلاق ” سلسلة اركديادة” ضمن دار نشر اركاديا وھي سلسلة يشرف عليھا الشاعر عادل معيزي بكل اقتدار ونشرت إلى اليوم أكثر من سبعة عناوين. الفنان عادل بوعلاق أكد في كلمات المنھجي على أھميّة التكاتف الإبداعي من أجل بلوغ المنتجات الفنية الاستثنائية، مؤكدا أن التلاقي والمشاركة بين أطراف العملية الإنتاجية الإبداعية مازال متعثرا في تونس، كما اكد أن المبدعين هم صناع الثقافة، وهم صناع فجر البلد، ما يمنحهم أحقية التواجد في الفضاء العام بمعناه الواسع وبمعناه المؤسسي، من ذلك ضرورة الحضور بكثافة في دور الثقافة والنوادي ودور الشباب والمدارس والمعاهد، لأن مسؤولية بناء العقل من خلال الثقافة والإبداع والفنّ تقع على عاتقهم، كما سرد عادل بوعلاق تجربة التقاء الكلمة الهادفة التي تحمل رسالة أو موقفا أو قضية ما باللحن الموسيقي من خلال تلحينه لقصيد “الآن لي من يحتفي بقصيدتي” للشاعر المُحتفى به “عادل المعيزي” التي أدّتھا ” مجموعة أجراس” الموسيقية، مستذكرا بأسف أن مثل هذه القصائد و الأغاني الالحان المشتغل عليها ،تخلو منها خزائن المحطات الاذاعية الوطنية ولا تُبث حتى تُهذب الذائقة الجماعية العامّة، أو على الأقل كي تترسخ في الأذهان، ثم أشار مثالا إلى موسيقى فيروز والرحابنة التّي لم تكن لتكون كذلك لولا لحظة اجتماع الكلمة واللحن والإنتاج والترويج. أما مدير دار نشر أركاديا أحمد وليد الفرشيشي ، فتحدث عن مغامرته في بعث السلسلة الشعرية “أركاديادة” وهي اسم مشتق من اسم “الإنيادة”(باللاتينية: Aenē̆is) قصيدة فيرجيل الملحمية التي تروي سيرة البطل إنياس الطروادي، .وأكد أنهم بهذه التسمية يحاولون استعادة مكانة الشعر قياسًا بالنّصوص الكُبرى التي خلقت أمجادنا وتُحاول النظرة الكولونيالية طمسھا قرأ الشاعر ثلاث قصائد ضمن اللقاء هي:”لن أفتح الباب غزة تغرق سيقان اللغة” وقصيدة “صباح بشكل صحيح” من ديوان البعيدة كتاريخ راھن، وقرأ نص “سلالة الفاضل ساسي” من ديوان قصائد مؤقتة” . واختار لكم من قصيد لن أفتح الباب غزة تغرق سيقان اللغة ما يلي: “حتى عندما يفيض النهر من القهر ويُغرق الظّهيرة الفضّية في متاهتها تصرخ النسوة:(غزّة تتبعُ دائما مجراها) حتى عندما تنقلبُ شاحنةٌ تحمل الفلاّحات إلى حُقول الطماطم ناثرة نافورة من دمائهنّ الساخنة على المسلك الفلاحي ومُلقيةً احتضارهن على أكتاف الاقطاع وقُطّاع الطرق على أسرّة المستشفيات البعيدة تستذكر عاملة ما حدث: كانت غزّة تمضي بنا ونحن ممدّدات في صندوقها الخلفي وفجأة انقلبت ” ما فتئ عادل المعيزي، يؤكد أنّه من أھمّ شعراء البلاد، اذ لايزال يكتب بنفس الجدية والعُمق منذ التسعينات إلى الآن.

spot_imgspot_img