spot_img

ذات صلة

جمع

المدرسة العمومية في مراحلها الثلاث تشهد انهيارات كبرى تتهددها جديا . !

 *حاوره أبو جرير  في زمن تتهاوى فيه المدرسة العمومية وتتصدع...

حوار مع وحيدة المي : الكتابة كجمرٍ لا يخبو

حاورها: عمّار الطيب العوني في عالمٍ تتنازعه السرعة والسطح، تكتب...

“أوجات وطقس الفم المفتوح” لمِنّة الله سامي

سعدية بنسالم العمل مجموعة قصصية للكاتبة المصرية المتميّزة منّة الله...

الفنان النبراس نبراس شمام ل«الشعب» : الفنان الحقيقي هو رسول الحرية والكرامة الوطنية

* حاوره: أبو جرير

تقديم مسيرة فنان مناضل كرس حياته مناصرا ومنتميا وفاعلا في مسارات متنوعة في تاريخ تونس وجدناه في عديد المعارك. وجدناه في فضاءات مناضلة الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد العام لطلبة تونس والجبهة الشعبية. نبراس شمام مفرد في صيغة الجمع. المناضل الحركي والمحرك الفنان النبراس. كرس حياته للفعل الثقافي المثوّر للعقول والمنير للعواطف. بعوده وألحانه وصبره وسريرته الخيرة. كان ومازال صادحا بأروع الكلمات والألحان. تجول في الكليات والجامعات والاتحادت الجهوية للاتحاد العام التونسي للشغل والرابطة التونسية لحقوق الإنسان لا يكلّ ولا يملّ رغم المضايقات التي تعرض لها لكنه بقي صامدا مؤمنا بمشروعه الذي توسل به الحياة. وتكريما لتجربة تدرس نستعرض سيرته الذاتية كاملة.

نبراس شمام سيرة ذاتية وفنية طويلة وثرية:

ولد الفنان نبراس شمام في 3 جويلية 1959 بسوق الأربعاء وبدأ مسيرته الدراسية في جمال سنة 1964 ثم وبحكم عمل والده انتقل الى مدنين ثم المحرس وحصل على شهادة السيزيام في القيروان.

سنة 1970 دخل المعهد الثانوي المختلط بمدنين حتى السنة الرابعة ثم انتقل الى المعهد الثانوي المختلط بقابس حتى حصوله على شهادة الباكالوريا سنة 1979.

التحق بكلية العلوم الاقتصادية والتصرف بصفاقس وتخرج فيها سنة 1982.

قضى سنة كاملة عاطلا ثم التحق بمؤسسة عمومية في العاصمة سنة 1983 وأُحيل على التقاعد في اوت 2024 بعد بلوغه ال 65 سنة. تعرض للإيقاف عديد المرات سواء في نشاطه التلمذي سنة 78 و79 ثم في نشاطه الطلابي في الهياكل النقابية المؤقتة سنة 80 و81. ثم في نشاطه النقابي في الاتحاد العام التونسي للشغل عندما تولى الكتابة العامة للنقابة بقابس وأُطرد من عمله سنة 1990 حتى 1992. كما انخرط في الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان منذ سنة 1980 وتولى الكتابة العامة لفرع قابس قبل الثورة. متزوج من السيدة راضية الفندري وله ثلاث بنات ندى وعبير ومي وحفيدة اسمها شهد.

بدأ نشاطه الفني في سن 12سنة في كورال نادي الأطفال بمدنين ثم أخذه أستاذه في المعهد الصادق العمري الى نادي الموسيقى بمدنين سنة 1971. وعندما عاد نهائيا الىقابس سنة 74 التحق بأستاذه في نادي الموسيقى بقابس ضمن المجموعة الصوتية. التحق سنة 78 بفرقة للفن الشعبي كضابط إيقاع بعدما تكون مع أخواله في الغناء الصوفي في السلامية.

التحق في نهاية 79 بالجامعة حيث التقى بالدكتور زهير قوجة الذي علمه العزف على العود ليبدأ أولى ألحانه «يوم استشهادي يا أمي» ثم «يا مالك السيف» و«يا شعبي يا عود الند» وتتالت بعدها الألحان مع بلقاسم اليعقوبي وكمال الغالي وآدم فتحي وعبدالجبار العش لتعطينا أجمل الأغاني وأروعها.

قدم مع مجموعة البحث الموسيقي بقابس مئات العروض في كل قرى تونس وأريافها ومدنها من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب كما غنى في كل المهرجانات الدولية (قرطاج. الحمامات. سوسة. المنستير. صفاقس. قابس. قفصة. بلاريجيا. دقة) واعتلى كل المسارح الكبرى في تونس (القبة. مدينة الثقافة. قصر المؤتمرات. بورصة الشغل.المسرح البلدي بتونس وصفاقس وسوسة). غنى خارج الوطن في فرنسا وبلجيكا والنمسا والجزائر والكامرون. وشارك مع الشيخ امام كمردد في كل عروضه في تونس سنة 84. كما تربطه بمارسيل خليفة صداقة متينة ويصطحبه في كل زياراته الى تونس.

* قائمة الأغاني التي لحنها حسب التسلسل الزمني (24 أغنية):

* يوم استشهادي: كلملت محمد عبد الحي

* يا مالك السيف: كلمات نور الدين الهيشري

* يا شعبي يا عود الند: كلمات توفيق زياد

* م الصمت جينا: كلمات بلقاسم اليعقوبي

* بشرفك قلي: كلمات كمال الغالي

* خوذ البسيسة: كلمات بلقاسم اليعقوبي

* نشيد الانتصار: كلمات ادم فتحي

* ليام فراقة: كلمات بلقاسم اليعقوبي وادم فتحي

* هيلا هيلا يا مطر: كلمات آدم فتحي

* نخلة واد البي: كلمات آدم فتحي

* العودة: كلمات آدم فتحي

* مجردة: كلمات آدم فتحي

* الجميل: كلمات آدم فتحي

* هابا هابا هابا: كلمات آدم فتحي

* يا شيخ: كلمات آدم فتحي

* لن يمروا: كلمات عبد الجبار العش

* حسين مروة: كلمات عبد الجبار العش

* القمرة: كلمات بلقاسم اليعقوبي

* الانحناءات: كلمات عبد الجبار العش

* لسلطة العمال: كلمات عبد الجبار العش

* مد الخطوة مد: كلمات بلقاسم اليعقوبي

* هبت ناركم كلمات نبراس شمام

* يا شهيد تونس: كلمات فتحية الهاشمي

* شكري حي:

عن بعض المفاهيم وبعض المفاصل في حياة فنان بحجم وطن اسمه نقش في مسار ومسيرة نضال أفقيا وعموديا أسمه نبراس شمام. سألناه عن المشهد الثقافي الوطني وعن علاقة المبدع بالشأن العام ومواضيع أخرى فكان هذا الحوار…

* في بداية هذا الحوار لو توضّح لنا مفهوم الموسيقى الملتزمة…

– تختلف التسميات فمنها الأغنية الملتزمة والأغنية البديلة وأنا أفضل تسميتها بالأغنية المناضلة لأنها مناضلة في شكلها ونصوصها ومناضلة في وجودها أصلا أمام ما تعانيه المجموعات والأفراد من عراقيل وتهميش وإقصاء لطمس هذه التجارب ويكفي أن أقول إن استمرار عديد التجارب الى اليوم هو إنجاز كبير.

* كيف هي علاقتك بالموسيقى بعد هذه التجربة الطويلة؟

– علاقتي بالموسيقى بدأت متذ طفولتي وأصبحت جزءا من تركيبتي ومن دمي…وهي الوسيلة التي أعبر بها عن غضبي وألمي وثورتي وفرحي وآمالي وكل ما أعيشه من حولي لتكون صوت الناس وتعبيرتهم عن أحلامهم وآمالهم وآلامهم.

* الإنسان في بناء حياته يعتقها التاريخ من الطفولة إلى الشباب. كيف ترسم لنا لوحة اسمها نبراس شمام؟

– بدأت تعلم الموسيقى والغناء وأنا طفل دون وعي. لكن في مرحلة الشباب تعرفت إلى أغاني الشيخ إمام ومارسيل خليفة ومع أحداث 26 جانفي 78.. والتحركات التلمذية وبعد بداية تشكل الوعي في نوادي السينما اكتشفت أن الغناء والفن بصفة عامة لا يمكن أن يكون إلا معبرا عن الواقع ملتصقا به… ولا يمكن للفن إلا أن يرتقي بوعي الناس ويفتح أعينهم ويحفّزهم لتغيير واقعهم.

* الفنان بشموليته وأنت فنان مختلف. هل نبدأ من أول أغنية. وما هي خصوصيتها؟

– أول أغنية لحنتها سنة 80 هي يوم استشهادي يا أمي… وهي رسالة من طالب فلسطيني درس معنا في الجامعة اسمه محمد عبد الحي الى امه في غزة… وبعدها مباشرة لحنت قصيدة توفيق زياد يا شعبي يا عود الند… وقد يكون ذلك بسبب اهتمامي بالقضية الفلسطينية في سن مبكرة. وكذلك بسبب أني لا أملك نصوصا أخرى ولم أتعرف بعد إلى عديد الشعراء.

* ما الذي جاء بك الى الموسيقي وخاصة تخصصك في العود وانحيازك للطبقة الطلابية والعمالية واليسار عموما؟

– اخترت منذ البداية التوجه نحو الاغنية الملتزمة أو المناضلة بعد تجربتي في الحركة التلمذية ثم في الحركة الطلابية وتكوني الفكري على أيدي عديد المناضلين لأني آمنت أن الاغنية لا بد أن تعكس الواقع الحقيقي ولابدّ أن تعبر عن مشاكل الناس وآلامهم وامالهم وان تفضح السلطان وتعري استبداده وظلمه… وكان المرجع تجربة الشيخ إمام ومارسيل خليفة وايمازيغن والخماسي وغيرهم.

* الموسيقى عين وأحاسيس من نار… كيف ترسم لنا تونس بعين الموسيقي والفنان المتمرد نبراس شمام؟

– الموسيقى لها دور كبير في نفسية الإنسان وتوازنه والأغنية بالذات تحمل رسائل تؤثر في وعينا بالعالم والفنان هو الذي يحمل هذه الرسالة فيعبر عن غضبه وتمرده عند الضرورة وينشر الأمل ويبشر بالفرح.

* ندخل معك الآن في نزهة: ما هي أهم التجارب الموسيقية التي خضتها؟

– كل نص لحنته وغنيته هو تجربة مهمّة. طبعا أهم وأروع تجربة هي تجربتي داخل مجموعة البحث الموسيقي بقابس التي مازالت متواصلة منذ 45 سنة… كما أني أفتخر بتجربتي مع أستاذنا ومعلمنا الشيخ إمام عندما رافقته في عروضه في تونس وما تبعها.

* نبراس المناضل اخترت الانخراط في مشروع موسيقي خاص بك يختلف عن المجموعات الموسيقية مثل. (الحمائم البيض. أجراس. عيون الكلام. ديماديما. أولاد المناجم… الخ ما هو واقع المجموعات الموسيقية الآن؟

– كما أسلفت أعتبر كل هذه المجموعات مناضلة ونضالها الأساسي في استمرارها أمام ما يعترضها من تهميش وإقصاء ومحاصرة وأمام الصعوبات المادية واللوجستية التي تواجهها باستمرار… ورغم ذلك تحاول هذه المجموعات فرض صوتها وفنها لإيمانها بدورها وتأثيرها.

* نلاحظ هجوم الأعمال الموسيقية الاستهلاكية الهجينة في غياب الأعمال الموسيقية الراقية في المشهد الثقافي الوطني. ما هي الأسباب؟

– الأسباب واضحة وجليّة فكل سلطة لها ثقافتها واختياراتها الثقافية التي تفرضها على الناس لتغييب وعيهم بقضاياهم ومشاغلهم حتى لا ينتفضوا عليها لذلك يضع السلطان كل وسائل الدولة من إعلام ومهرجانات وتظاهرات لترويج ثقافته التافهة ويحارب كل ثقافة وطنية جادة تنشر الوعي وتحفز الناس وتفتح عيونهم على مشاغلهم وتغذي آمالهم وأحلامهم فتغلق القنوات التلفزية والإذاعية والمهرجانات والمؤسسات الثقافية غي وجوههم لأن السلطة تخشى تأثير رسالتهم على الناس.

* تمّ تكريمك في قابس الموطن. هل هذا التكريم فعل التاريخ أو الجغرافيا أو فعل أثر الفراشة؟

– أولا كل التقدير لأثر الفراشة وصديقي خالد الحمروني على هذا الشرف الذي نالني… ثانيا هو فعل التاريخ تاريخي ومسيرتي على امتداد 45 سنة… وفعل الجغرافيا لأني أعتبر نفسي فنانا رحّالة قدمت مئات العروض في كل ولايات الجمهورية بقراها وأريافها وأزعم أني أكثر من قدم عروضا وأكثر من جاب كل أرجاء الوطن دون منازع (دون تفاخر). وكذلك جاء هذا التكريم لما تركته من أغانٍ طيلة مسيرتي أصبحت معروفة جدا رغم المحاصرة والتهميش.

* نسألك عن هذه الأسماء والإجابة في كلمات مختصرة. محمد بحر. عادل بوعلاق. آمال الحمروني .خميس البحري. الحمائم البيض. الهادي قلة.

– بالنسبة إليّ اعتبر محمد بحر وعادل بوعلاق وآمال الحمروني وخميس البحري وأولاد المناجم والحمايم البيض والهادي قلة وحمادي العجيمي والزين الصافي وغيرهم اعتبرهم قد قدموا كل مالديهم لتقديم اغنية بديلة متميزة موسيقيا وقدموا من وقتهم وجهدهم الكثير ليساهموا في إثراء الأغنية البديلة… ولهم مني كل الاحترام.

spot_imgspot_img