أشرف القرقني
(شاعر ومترجم تونسي)
أمّي…
أجرّ هذه العبارةَ
من قصيدة لشاعرٍ مقبورٍ إلى هنا – منقطع الأنفاس –
في هذه الصّفحة البيضاء
لأنّها تليق بك وحدكِ.
أنت التي فتحتِ في تسعة أشهر أولى
على هذه الكرة الزّرقاء
حسابا أزرقَ هائلا للخسارات:
يموتُ الأبُ بسرطانٍ في الحلق،
كأنّه الصّرخة التي حاولتِ تفجيرها
طيلة حياتك في وجه العالم.
يموتُ الحبُّ سريعا.
تموتُ يدُ الزّوج-أبي.
تموتُ الأحلامُ الكبيرة في ركن صغير.
تموتُ الأختُ،
مسند أيّامكِ الرّماديّة.
ويموتُ الأخُ والأبُ البديلُ…
والصّرخة ذاتُها مازالت مكتومةً في الحلق
يشعّ منها بريقٌ ضامرٌ ومسنّنٌ
في عينيكِ الصّغيرتين،
كلّما نظرتُ إلى صورتك الحزينة على خشب المكتب القديم
وناديت: أوهٍ يا أمّ آشور
يا سيّدة الأحزان السّبعة