
الأستاذة: نعيمة الرّياحي
للإجابة عن هذا السؤال لابد من العودة إلى مفاهيم الحرب والسلم وخصوصية حرب الاحتلال وماذا تعني السياسة اذا اقترنت بالحرب أعني ما أهمية الديبلوماسية زمن الحرب؟
الحرب والقانون
إنّ الحرب والقانون مفهومان متنافران فحالما تكون الحرب يتوقف منطق القانون وحالما يحلّ القانون تتوقف الحرب. لكننا اليوم نشهد استعمالا لمفاهيم أقرب إلى القانون زمن الحرب بغاية تبريرها كالقول بالحرب العادلة أو الحرب الوقائية أو الدّفاعيّة، فهنا تستعمل مفاهيم متناشجزة لتبرير الحرب والحال أنّ القانون يتناغم مع مفهوم السلام والعدالة والحق وتنتفي مع تطبيقه كل ممارسة حربية. يُقال إن “النظام الدولي الويستفالي” هو أصل مبادئ القانون الدولي، إذ يسعى إلى تفضيل الحق في استخدام القوة، مثل حرمة الحدود أو عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. لكن هذه المبادئ تواجه تحيزات أيديولوجية مختلفة، مثل “الحرب للدفاع عن حقوق الإنسان”، و”الحرب على الإرهاب”، و”الحرب ضد محور الشر”. وقد أدت هذه المفاهيم السياسية إلى حروب تدخل في شؤون الدول المعترف بها دوليًا، مما أضعف النظام الدولي الذي تدعو إليه الأمم المتحدة.
إن شروط الامن والاستقرار والسلام التي طالما بحث فيها الفلاسفة لا يمكن أن تتحقق طالما لم يسيطر الانسان على طبيعته العنيفة والعدوانية وظل عبدا لنزواته وجشعه ورغباته في السّيطرة على من هم حوله.
اخترع الحداثيون ما سموه الدّولة والحدود والسّيادة والقانون والحق وذهبوا الى حد افتراض انّ تلك المفاهيم تطلبتها “طبيعة” الإنسان نفسه فالإنسان الذي هو بحاجة الى الاستمرارية في الوجود والحياة، بحاجة الى الاتفاق مع بني جنسه الذين يحتاجون هم بدورهم الى ذلك الحق الوجودي. وفي غياب الاتفاق، يظلّ الناس جميعا تحت وطأة ” تهديد” الحرب وإمكان اندلاعها في أي وقت، وهو ما يربك الناس ويجعلهم في خوف مستمر. اخترعوا القانون كاتفاق “مكتوب” يرسم حدود كلّ منطقة أو إقليم يعتبر حقا خاصّا لأصحابه الذين يقطنونه ولا يحقّ لأيّ كان أن يتعدّى عليه بأيّ وسيلة كانت. لكنهم لم يخترعوا قانونا قبليّا سابقا لذلك القانون يلزم الجَميع بتطبيقه، عدى الخوف من الرد الأقوى، فوجد الناس أمامهم إمكانية اختراق قانون السلام طمعا في الفوز بالانتصار وانتزاع حق الآخر وضمان الهيمنة. اعتقدوا أنه بمزيد من الهيمنة نضمن الأمن والسلام ولا ننتزع حق الآخر في الملكية والسيادة، بل حتى حقه في الأمن والسلام. هذا هو منطق الأقوياء. قد نتعجب: إذا وجد القانون فلماذا يخشى الناس من بعضهم البعض؟ ولماذا لا نطمئن ونحن نعرف أننا وضعنا القانون حتى نتجنب الحرب؟
إنّ المشكل اليوم يتمثل في أنّ بعض الشعوب تواصل انتهاك المواثيق والقوانين وذلك بسبب الرغبة في الهيمنة. فالإنسان تسكنه هواجس الندرة والأمن لذلك له حنين دائم لمهاجمة جيرانه حتى يوسّع رقعة أمنه الغذائي والجغرافي. لذلك، فإنّ ما يحدث اليوم هو تجاوز لمرحلة اللجوء الى القانون الذي وضعناه لضمان الأمن والسلام، وأصبحت هذه المقولة هشة يمكن اختراقها في أي لحظة إذ لم تعد للقانون أية قداسة أو حرمة، بل شاهدنا في الفترة الأخيرة، أن جميع المنظمات الراعية للقوانين وللسلام تمت إزاحتها لفرض سياسة الأمر الواقع الذي يفرضه من يملك أكثر السلاح. لقد عدنا للبربرية مجددا فأية حيلة اليوم للعودة الى الحلول العقلانية؟ وهل بالإمكان اختراع طريق جديد للحوار والتعايش السلمي ونبذ الدمار والموت؟ هل القوي في حاجة إلى طرح مثل هذه الأسئلة؟
إنّ من وضع القوانين الدولية التي “تضمن” السلام للجميع شعر بالحاجة الملحة إلى مزيد من الهيمنة. يبدو أن حاجات الإنسان ورغباته في السيطرة تزايدت بحيث لم تعد الحدود الجغرافية القديمة كافية لضمانها، وبدا من الضروري إعادة رسم الخرائط وتوسيع نطاق السيادة للشعوب الأقوى. فمفاهيم العدالة والمساواة والتآخي والقانون، أصبحت بالية ولم تعد عملة مجزية.
اعتبارا لهذه الحيثيات وانتشار فكر الهيمنة، نتساءل:
الحرب والسلام: هل يمكن أن نطمع في انتهاء حرب الاحتلال؟
إنه من الصعب الاقرار بأنّ الحرب انتهت بشكل عام، بل ثمة “سلام” مؤقت أو وظيفي يؤسس على توازن معين بين قوى متكافئة أو متقاربة من حيث تملّك الأسلحة والعتاد غير أنّه من الأصعب الاعتقاد في انهاء أو نهاية الحرب بين المحتل وصاحب الأرض إذ أنّه، من البديهي، أنّ صاحب الأرض لن يقبل بنهاية الحرب إلا إذا حلّ المشكل من الجذور أي طرد المحتل. لقد قال لافروف وزير الخارجية الروسي في أحد حواراته التلفزية على قناة روسيا اليوم: “لن تنتهي الحرب ما لم تقم دولة فلسطين كدولة مستقلة”. لذلك يبدو من الملغز الاعتقاد في نهاية الحرب. ولربّما لترامب بعض الحق عندما استعمل عبارة “إنهاء الحرب” وليس نهاية الحرب أي أنّ ما قام به هو خيار سياسي وليس نهاية طبيعية كان قد انتصر فيها هذا الطرف أو ذاك. ولذلك يبدو أنه من غير الجدير التساؤل عمن انتصر وعمن لم ينتصر.
والحقيقة أننا، أمام شكل جديد من الحرب في غزة إذ هي ليست حرب تقليدية بين خصمين أو حلفين، لا ينتصر فيها أيّ طرف لأنّ الغاية ليست الغزو بقدر ما هي العمل على اللاّتوازن بشكل مستمر. هي حروب هجينة تدفع إليها عوامل عدة مثل الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ والأنثروبولوجيا والدين الخ…إن حرب الاحتلال الصهيوني فريدة جدا حتى أنّ الفلاسفة والعلماء، أعظمهم، مثل ماركس وانشتاين وفرويد اهتموا بها وأفردوا لها عناوين خاصة مثل: “المسألة اليهودية”. الاحتلال الصهيوني لا يهدف إلى السلام أو الانتصار على العدو بقدر ما يريد الانغراس كموقع جغرافي / استراتيجي للحلفاء الذين ساندوا الصهاينة مثل الاوربيين والولايات المتحدة الأمريكية وانقلترا وهم أوّل من بعثوا دولة بني صهيون في فلسطين.
لذلك فالدعوة إلى ” السلام” اليوم هي دعوة لمواصلة الحرب والتوسع بطريقة ديبلوماسية لقد كان فوكو محقا عندما قال: “أنّ السياسة هي مواصلة الحرب بطرق أخرى” مقابل ما يقوله كلاوسفيتش الذي اعتبر “ان الحرب هي مواصلة السياسة بطرق اخرى”. بمعنى آخر لا وجود لبداية حرب أو نهاية، إنّما الحرب متواصلة بين البشر وهي الحالة ” الطبيعية” لكن أحيانا تتخلّلها لحظات سلام وليست هذه اللحظات طمأنينة نهائية لأن المتحاربين قد أخذوا لحظة استراحة لاستعادة قواهم. وبالتالي فإنّ الحرب لا تبدأ ولا تنتهي وإنّما تندلع أي تنقدح شرارتها بشكل علني هجومي أو تتوقف لبعض الوقت عندما يشعر الخصوم بأنّ كلاهما مهددا تهديدا جديا.
حسب فرويد، إنّ إنهاء الحرب أو تحقيق السلام يتطلّب تنازل أحد الأطراف عن النزاع. “تفرض الطريق المؤدية إلى الأمن العالمي على الدول مغادرة طرف من الطرفين لحرية الفعل أي لسيادته دون أية شرط [1]“. لابدّ أن يقرّ أحد الطرفين بأنه خسر الحرب أو فشل في المواجهة، لكن في حالة الحرب على غزة، لا أحد يريد أن يصرّح بفشله. الصهاينة فشلوا منذ 7 / اكتوبر / 2023 لكنهم لن يستطيعوا أن يمحوا ذلك الفشل طيلة حياتهم لأنّهم برهنوا على ضعفهم وعلى عدم تمكنهم من اليقظة الدائمة ويريدون أن يتحرّروا من ضعفهم وغفلتهم. لذلك سيظلّون غير مقتنعين أبدا أنهم انتصروا، حتى لو قتّلوا كل الفلسطينيين وسيلاحقونهم أينما كانوا ولن ينهوا الحرب. أما الغزّاويون، فهم أصحاب الأرض وهم أيضا مسنودون من بعض الأطراف الإقليمية، ولمّا بدؤوا “هجومهم” على الصهاينة، لم يكونوا غير واعين بما يفعلون، بل كانوا على علم بأنّ الحرب التي سيخوضونها هي حرب مع أشرس قوة في المنطقة.
لذلك، يكون من مصلحة كلا الطرفين لأن يقبلوا باتفاق أوّلي على إنهاء الحرب حتى يتسنّى لهما تعقّل ما يمكن أن يؤول إليه الأمر إذا استمرّوا في القتال والدمار. فكما قال سيجموند فرويد، “لا يمكن تجنب الحرب بشكل مؤكد إلا إذا اتفق الناس على إنشاء قوة مركزية يمكنهم الاعتماد على قراراتها في جميع تضارب المصالح”.
إن المبادئ المنظمة الموروثة عن معاهدات وستفيل لسنة 1948 توفر إطارا للتفاعلات ولمختلف الأمم المنظمة انطلاقا من الدول المستقلة والذاكرة التي يواجهون بها طموحاتهم. تتحارب الدول وتعرف الحرب بما هي فعل سياسي غريب هجومي أو دفاعي عندما نفقد كل امكانية للتفاهم وهي منفذ أخير، بعد مفاوضات ديبلوماسية مهمة.
تسبق الحرب مطالبة بسقف زمني محدد ثم تندلع بعد التأكد من فشل المفاوضات ويمكن أن تعلّق أو تتوقف بقرار أو اتفاق ديبلوماسي أو هدنة يتم إمضاؤها من قبل الأطراف المتنازعة على أمل العودة إلى حالة ما قبل الحرب.
إنّ السياسة، في بعض ما تعنيه ايضا، هي محاولة ليست كما تبدو في الظاهر، لضمان حقوق الناس، بل هي سعي دؤوب لممارسة الهيمنة على الآخر بواسطة قوانين يفصّلها الأقوى كما يشاء. لذلك فعندما يصرّح البعض بإنهاء الحرب وبداية السياسة والديبلوماسية ويهلل، من خشي هول الحرب، للطرق الديبلوماسية و”رافعي رايات السلام” فاعلم أنه ذهب إلى السياسة مكرها أو حتى يسترجع نفسا لمواصلة استرجاع حق.
إنهاء الحرب أم إيقافها؟
هل ستطمئن اسرائيل ولم يعد يهدد امنها اي خطر “بإنهاء الحرب”؟ هل سيحلّ السلام الدائم في الشرق الأوسط؟ هل تمّ إيقاف الحرب أم إنهاؤها كما ادّعى ترامب رئيس الولايات المتحدة ورئيس أغلب الدول التابعة؟ ما مصلحة ترامب في إرساء السلام؟ ألم يكن طرفا من أطراف النزاع ساعد لوحيستيا وعسكريا على دمار غزة وقتل أبنائها؟
قبيل “مقترح السلام” كان الصهاينة يهجرون الفلسطينيين وشاهدناهم على شاطئ غزة جماعات يرحلون ويقتلون حتى في مغادرتهم لأرضهم.
في الحقيقة لم اشأ أن أطرح السؤال الذي طرحه الجميع: من انتصر في الحرب رغم انه سؤال قد يساعد على تفكيك شفرات السؤال الأكثر تعقيدا: هل انتهت الحرب؟
يجب التمييز اولا بين إنهاء الحرب وايقاف الحرب او الهدنة. ترامب لم يشأ استعمال هدنة او إيقاف الحرب، بل عمد على استعمال عبارة “إنهاء الحرب ” وذهب الى أكثر من ذلك وأقر بأنّ السلام سيحلّ بالشرق الأوسط وسيستقرّ الأمن.
والحقيقة أنّ السؤال العنيد الذي يظلّ مطروحا هو: لماذا قرر ترامب حلّ مشكل الحرب الصهيونية على غزة الآن؟ ولماذا لم يكن الاتّفاق بين الأطراف المتنازعة؟ لماذا لم يقرّر نتانياهو ” إنهاء الحرب”؟
نعلم جيّدا أنّ الوساطة ضرورية في التقاليد الحربية إذ لابد من طرف ثالث يتدخل لفض النزاع ويضمن التزام الأطراف المتنازعة بالاتفاق. إن من أمضى وثيقة السلام لفض الحرب في غزة هما الطرف الامريكي والطرف المصري الاول يمثل اسرائيل والثاني يمثل غزة.
إن ناتنياهو كان هو من طرح “إنهاء الحرب” لعدة ضغوطات داخلية وميدانية لكنه لن يعلن ذلك صراحة، أما الغزاويين فهم يرحبون باي حرب لان الشهادة والايمان بالأرض ديدنهم. أما عن توقيت “إنهاء الحرب” الآن فقد قرّره ترامب لأسباب عدة وهي في أغلبها تتلخص حول فكرة أن ما لم تتمكّن إسرائيل بلوغه بالقوة يجب أن تحصل عليه بالتفاوض وبأقلّ تكلفة وفي نفس الوقت يتمّ إيقاف الفشل والاكتفاء بما كشف من فضائح ومغالطات اسرائيلية. إنّ اسرائيل قد غنمت كثيرا من الحرب أمّا التفاوض فهو خطوة من خطوات وبند من بنود وثيقة “إنهاء الحرب”.
- لقد وصلت إسرائيل الى أهدافها في المدى الحالي ولم يعد بإمكانها استنزاف كامل قواها الآن وعليها أن تؤجل باقي اهدافها الأخرى على مدى أبعد سيّما القضاء النهائي على غزة. إنّ اسرائيل لا يجب أن تخسر كلّ ما لديها من عتاد ومن مساعدات لوجيستية وعسكرية وحتى بشرية ونفسية واجتماعية. فإسرائيل لم تتعوّد على الحروب الطويلة.
- إنّ من بين أهداف ايقاف الحرب هو إظهار نية السلام وربح الرأي العام العالمي الذي تحرّك بشكل مكثف في الفترة الأخيرة.
- لقد فوجئ الصهاينة بما أصابهم يوم 7 أكتوبر 2023 والتاعوا خاصة من اختراق “جيشهم الذي لا يقهر” وأسر بعض الجنود من قبل حماس وعجزوا عن تحريرهم أو حتى معرفة أين خبؤوا فجاء بند مهم من الوثيقة يتضمّن تبادل الأسرى.
- ترامب كانت له أهداف شخصية أهمها مستقبله السياسي والظهور بمظهر الشخص القادر القوي الذي يمكنه وحده ان يحمي الشعوب ويفض النزاعات والحروب فلقد كان يردد في الايام الأخيرة بأنه أنهى 8 حروب. وهو “رجل السلام” مفارقيا.
5 من بين بنود الوثيقة أيضا: الاتفاق على نزع سلاح المقاومة وتسليم السلطة لطرف مدني يا حبذا لو يكون غير عربي.
هذا التحليل يفضي بنا إلى القول أنّ ما تم في وثيقة شرم الشيخ ليس إنهاء للحرب، بل هو إلزام للفلسطينيين خاصة بأن يكفّوا عن المقاومة أي هو محاولة لتجنيب الصهاينة مخاطر قد لا تنتهي. إنّ ما يخشى منه الكيان، هو أن المقاومة قد تعاود ما فعلته في 7 أكتوبر. وبما أن الحروب مهما طالت تنتهي بعد مدة بإقرار حقوق الطرفين المتنازعين فيجب أن تتوقف حرب غزة. إن أطول حرب كانت على الأرجح حرب المائة عام، التي نشبت بين مملكتي إنجلترا وفرنسا في القرنين الرابع عشر والخامس عشر لمدة 116 عامًا (مع هدنات)، وأقصرها هي حرب إنجلترا وزنجبار عام 1896 (دامت 38 دقيقة).
إن المقاومة قبلت بإنهاء الحرب رغم انه قرار جاء من حليف للكيان، أوّلا لأنّ هدفها قد حصل منذ 7 أكتوبر 2023. فلقد كسرت “عظمة الجيش الذي لا يقهر” في المنطقة. والأهم من ذلك، اثبتت للصهاينة أنّ المقاومة غير الحرب وأنها إذ قبلت وثيقة شرم الشيخ للسلام، فلأنّها تعلم جيّدا أن لا أحد يستطيع أن يمنع صاحب الأرض من المقاومة لاسترداد أهم حقوقه وحقوق الإنسان عامة، أعني حق تقوم عليه كل الحقوق الأخرى وهو حق الحياة في مكان آمن أي حق تملّك حدود جغرافية خاصة. إنّ أرض فلسطين بحدودها الجغرافية إلى حد 1948 أعني الى حد قرار التقسيم الظالم القهري هي ملك للفلسطينيين. وبالتالي لا أحد يستطيع مهما كانت قوته المادية التدميرية القضاء على الحق الأوّل أعني الحق / الرمز: حق الانتماء.
ولذلك، فمهما اختلفت فصائل المقاومة، ومهما توسّعت دائرة الحلفاء بما في ذلك شعوب العالم التي تضامنت مع الفلسطينيين، فالهدف واحد وهو استرجاع فلسطين للفلسطينيين. إنّ الغزاويين يقومون بحرب عادلة ضد حرب غاشمة ظالمة يشنها الاحتلال.
خاتمة
حرب الاحتلال هي حرب ظالمة لا تنتهي لان المحتل يريد أن يتوسع جغرافيا وليست غايته الاستغلال المؤقت لثروات البلد الذي يحتله كما أنّ الاحتلال الاسرائيلي ليس احتلالا تقليديّا بل هو مسنود من قبل أغلب دول العالم ووجوده مهم لغايات استراتيجية تهم كل القوى المهيمنة في المنطقة. أما الغزاويين فلم تسندهم الحكومات الرسمية وإن انخرطت بعض الدول في ذلك، بل ساندتهم كل شعوب العالم بما في ذلك شعوب القوى المهيمنة. ومن هنا فإننا يمكن أن نقول إنّ مفاهيم جديدة طفت على السّطح وأشكال جديدة من الرّفض نشأت مع تمسّك الغزاويين بحقهم المشروع وهو المقاومة وإن خسروا الكثير على المستوى المادي، فإنّهم ربحوا الكثير على المستوى الرمزي والقيمي.
[1]Selon Albert Einstein, « la voie qui mène à la sécurité internationale impose aux Etats l’abandon sans condition d’une partie de leur liberté d’action, en d’autres termes, de leur souveraineté



