
الأستاذ: مراد علالة
عندما أهداني غريبي بن منا كتابه الأول “طريقي الى اليسار.. من معتقل رجيم معتوڨ الى المؤتمر 18 الخارق للعادة” كتبت على صفحتي بالفايسبوك “قراءة واحدة لا تكفي..
ليس فقط لكونه كتابا عن اليسار العظيم، ولكن لأنه يوثّق لتجربة يسارية عظيمة أيضا تتجاوز شخص المؤلف الذي يشبهنا أو بالأحرى نشبهه في أشياء كثيرة، علاوة على أننا أمام أثر يؤرّخ ويرسم السيرة الذاتية ويستحضر الذكريات بأسلوب أدبي شيّق وجذاب يبشّر ربما بولادة أديب.
الملاحظة الأولى أو الحقيقة الأولى التي يمكن أن يصدح بها قارئ الكتاب هي أن المؤلف يرغمك على عدم الانقطاع في التهام الكتاب بشغف كبير، ويجعلك أيضا تشعر بإحساس متناقض، فتضحك أحيانا وانت تتذكر لحظات جميلة من الماضي، وتبكي أحيانا أخرى عندما تعود بك الذاكرة الى لحظات قهر كادت تنكسر فيها الانسانية، ولولا ثقافة هذا اليسار والتزام هذه اليسار لما انتهت تجربة كتجربة غريبي بن منا بمثل هذا الرصيد الايجابي في مجمله.
وإذا أردنا أن نختار تصديرا لـ”طريقي الى اليسار” فلن نجد أفضل من تصدير رواية شرق المتوسط لعبد الرحمان منيف، مقولة لكارل ماركس “يجب أن نجعل القمع أشدّ قمعا بأن نضيف إليه وعي القمع”..
الطريق إلى اليسار، هو ترجمة لهذه المقولة رغم ان المؤلف تجاوز في كتابه الضوابط الايديولوجية وإكراهاتها وكتب بصدق وشجاعة وتواضع وعزة نفس أيضا، فليس من السهل على المناضل في الصفوف الأولى أن يكشف بؤس واقعه الاجتماعي على سبيل المثال وان يتحدث عن الفشل العاطفي والرسوب في امتحان الصراع الطبقي.
لنبدأ بالتقديم المادي للكتاب، هي الطبعة الأولى لإصدار من الحجم المتوسط يتضمن 290 صفحة بعد ان تخلّص المؤلف من العشرات من الصفحات لأسباب نأمل تجاوزها في الطبعة الثانية، وفيه سبعة فصول الى جانب المقدمة بتوقيع التي تحمل توقيع عبدو بالحاج.
ويؤكد صاحب المقدمة ان مؤلف الكتاب لم يضع بين ايدينا سيرته من موقع الضحية ولا من موقع البطل، بل لدعوة القارئ للتساؤل وربما للغضب، أو الشك، أو الرفض، أو كتابة سيرته هو الآخر فاليسار هو طريقنا جميعا الى الثورة والحرية، الحرية المقرونة بالحب والشرف الذي لا يكون بدون الانسان.
اللافت في هذه المقدمة أنها لم تكن نتاج ممارسة تقليدية رائجة حيث يسلم المؤلف المتن الى شخصية اعتبارية لتخط فاتحته، بل كانت ثمرة جدل بدأ باللعنة، أجل بدأ باللعنة وانتهى بتوافق غير مغشوش – توافق بين يساريين هذه المرة- على أن يغامر غريبي بن منا بالكتابة ويأخذ بنصائح وتشجيع رفيقه في مرحلة الكتابة والمراجعة اللغوية .
وطبيعي ان يخصص الفصل الاول في السيرة الذاتية للنشأة والطفولة في تاكلسة، وهي ليست مدينة أو قرية كما هو متعارف عليه، بل تجمعات بشرية لسكان منسيين في هذا الوطن وبالتالي فهي بيئة لا يمكن الا ان تقود صاحبها الى اليسار بالقوة وهو لا يفشي سرا حين يكشف ان حال تاكلسة اليوم لا يزال على ما هو عليه.
هو أطول فصل في الكتاب وأكثرها ترغيبا في القراءة في تقديرنا لأسباب كثيرة منها جمال الأسلوب والبناء السردي الذي سنعود اليه لاحقا، وكذلك التعرّف على قرية تاكلسة التي لا تبعد كثيرا عن العاصمة ومعرفة البعض عن سكانها أيضا، والأهم في تقديرنا اكتشاف ذواتنا من خلال سيرة المؤلف.
عائلة تعيش البؤس، فقر مدقع، ولادة في البيت على يد “القابلة الولادة” في غياب المرافق الصحية، غياب تام لمقومات العيش الكريم، الملابس الرثة، الأدوات المدرسية القديمة والقليلة، التفاوت الطبقي، الاعتماد على ما يمكن أن نسميه الاقتصاد العائلي، “الكريدي”، لكن في نفس الوقت هناك الحب واحترام الاخر وتقديس العائلة وتنزيل التعليم منزلة اعتبارية كبيرة فهو المصعد الاجتماعي في الدولة الوطنية رغم سوء من يحكم هذه الدولة.
وتتواصل الاحداث في مسيرة المؤلف في الفصل الثاني عندما يدخل غمار الحركة لتلميذ ويبدأ معها تجذر الوعي الطبقي والانحياز للفقراء والمضطهدين والاقتناع بان النضال والمطلبية والتضحية هي الطريق الوحيد لتحقيق هذه الاهداف.
في هذه المرحلة تشكل الوعي السياسي لغريبي بن منا وبعد تاكلسة، مثلت سليمان بيئة حاضنة جديدة لهذا الثائر القادم من بعيد من اعماق الوطن المنهك.
وللقارئ اليوم وخصوصا في هذا الجيل الجديد من الاطفال والشباب ان يتخيل مفاضلة سيريالية بين الاقامة في مبيت مدرسي بائس والعودة إلى بيت أكثر بؤسا، وهذا القرار لا تختاره العائلة فقط، بل يقتنع به التلميذ غريبي بن منا ويبرر ذلك بتخفيف العبء على الاهل الى جانب التمتع بمزايا منظومة التعليم العمومي ببلادنا من مبيت وذهاب للحمام وحصول على الكتب مطلع كل سنة دراسية ومرة اخرى تظهر مكانة التعليم وأهمية المراهنة عليه.
في هذه المرحلة بدأت المتاعب وبدأت مطاردة الشاب اليساري الذي كان “يتبع في كمشة شيوعيين”..
في الصفحه 78 يذكر غريبي واقعة اعتقد ان كثيرا منا عاشها عندما دعت ادارة المعهد والده بحضور المعتمد وتوجيه التهم التالية: العلاقة بالنقابيين والتيارات السياسية، توزيع المناشير، وكانت أخطر تهمة عدم الحضور للتصفيق لتحية الوزير الاول محمد المزالي..!
أذكر أن مدير معهد 15 نوفمبر في صفاقس فعل نفس الشيء مع والدي رحمه الله وعندما واجهه بالتهم أجابه ببساطة وطرافة “أنتم قريتوهم وحليتولهم عينيهم”..
في الفصل الثالث من الكتاب يكتشف القارئ كيف دخل المؤلف الجامعة وانخرط في الحركة الطلابية من الباب الكبير ويبيّن لنا كيف ساهم الواقع المُزري في تجذر خياره السياسي وكيف هزه رحيل شقيقته نجوى بسبب وهن الدولة وتقصيرها..
كان رحيلها قاسيا ومعيبا وحافزا للعصيان الذي كانت كلفته باهضة هذه المرة فالقمع تجاوز عقوبات المرحلة الثانوية التأديبية الى السجن والمرور بأقبية وزارة الداخلية لتذوق شتى انواع التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان والاساءة الى الكرامة.
في هذه المرحلة أصبح الصراع ضد طرفين، صراع ضد السلطة وأداتها القمعية، وصراع ضد الاسلاميين، وانتهت بمقايضة رفضها المؤلف فكانت النتيجة التجنيد القسري في الجيش بدل التجنيد الطوعي في الداخلية والتحول الى مخبر.
هنا انتقل بنا غريبي بن منا الى الفصل الرابع من الكتاب الذي بدأت أحداثه من الثكنة العسكرية بالعاصمة ثم ثكنة قصر غيلان وبعدها رجيم معتوڨ المطروحة واحد.
في ثكنة قصر غيلان يرسم لنا المؤلف حصة أو حفلة “الفلقة” التي تعيد الى الاذهان مشهدا جدّ مؤثر من فيلم البريء لأحمد زكي ذاك المجنّد الصعيدي الذي كان يتفانى في ضرب من لقّنتهم قيادة الجيش انهم أعداء الوطن الى ان جاء يوم وجد فيه نفسه وجها لوجه أمام أحد أبناء قريته من الشباب المثقف والوطني والخلوق فانقض عليه وحماه وظل يصيح “دول مش اعداء الوطن دول مش اعداء الوطن”.. لا محالة انقلبت حال هذا الجندي المسكين وذاق الأمرين مثله مثل غريبي وبقية المجندين في معتقل الرجيم معتوڨ.
ان البقاء على قيد الحياة في هذا المعتقل ملحمة في حد ذاتها، وقد نجح المؤلف في سردها بتفاصيلها الحلوة والمرة.
للتذكير فقط دخل غريبي المعتقل في مثل يوم أمس وتحديدا يوم 27 جوان 1987 أي قبل 38 سنة ومع ذلك لا تزال تفاصيل هذه المحطة من مسيرته في مخيلته كالكثيرين من ابناء جيله الذين عرفوا نفس التجربة..
لقد كانت هذه التجربة محدّدة فيما سيعيشه المؤلف وما سيقدمه للحركة الطلابية من اجل انجاز المؤتمر 18 الخارق للعادة للاتحاد العام لطلبة تونس..
يقول الغريبي ان الحلم تحقق وبجرأته المعهودة وصدقه الذي يشهد به رفاقه وحتى خصومه، يقول لنا في الصفحة 232 ان هناك حقائق حان وقت كشفها واولها ان قرارات المؤتمر 18 لم تخرج من قاعة المؤتمر ولم يتخذها المؤتمرون بكل استقلالية، بل كانت تأتيهم الاملاءات من خارج قاعة المؤتمر فلكل مجموعة قادة وزعماء سياسيون يعودون إليهم، ويستمدون منهم القرارات، بل يأتمرون بأوامرهم، والحقيقة الثانية أن تركيبة المكتب التنفيذي لا تعكس حقيقة حجم التيارات السياسية الفاعلة فيه..
ولعل هذه الحقائق هي التي تفسّر واقع المنظمة الطلابية اليوم ومن خلالها واقع اليسار التونسي..
ينتهي هذا الفصل بلمسة وفاء الى روح الذين غادرونا لكنهم حاضرون دائما على حد تعبير غريبي بن منا ومن بينهم سنان العزابي ورياض خليفه وسامي بن عمر وسليم البلغوثي وشكري بلعيد وساسي الزيادي..
أما الفصل السادس، فهو في تقديرنا أخطر جزء في الكتاب وقد يكون أصعب ما خطه المؤلف في هذه السيرة الذاتية، اننا أمام تراجيديا بأتم معنى الكلمة “نهاية المسيرة الجامعية والفراق”، فراق الجامعة التي فعل فيها المؤلف كل ما اراد تقريبا، وفراق الرفيقة “ليس لأن أحدنا تنكر للآخر أو تخلى عنه، ولكننا افترقنا وكلانا أحوج ما يكون للآخر.. نفترق بسبب الظروف.. لقد جمعنا الحب وفرقتنا ظروف الحياة”..
وبشيء من المكابرة التي عهدناها في اليسار ينهي المؤلف هذا الفصل بالقول ان الحب احساس جميل لكن ذكرياتي معها ربما ستكون أجمل..”.
ان صلابة هذا المناضل اليساري واختلافه مع الرفاق لم يمنعه من دعوتهم لتدوين كلمات وشهادات ضمنها في الفصل السابع والاخير من الكتاب ليتقاسم معهم الذكريات الجميلة، نذكر هنا عياشي بسايحية، عبد المؤمن بلعانس، عبد الواحد المكني، محرز الدريسي، عبد الرؤوف الفضلاوي، حافظ ابراهيم، أحد أفراد عائلة المرحوم ساسي الزيادي، محمد فوزي المستغانمي، سمير حمودة عمر حفيظ وسمير بن رجب.
هذا بإيجاز محتوى الكتاب، لكن ما أريد التوقف عنده، أربع مسائل أساسية سوف يكتشفها القارئ عند الاستمتاع صراحة باكتشاف التفاصيل:
المسألة الاولى تتعلق بتصنيف الكتاب، الذي هو في تقديرنا سيرة ذاتية للمؤلف، والسيرة الذاتية هي نوع من أنواع السرد الذاتي الذي يبدع فيه صاحبه في تقديم تجربته الحياتية للناس. ،ويربط المختصون:
بين السيرة الذاتية والتاريخ،
بين السيرة الذاتية والمذكرات،
بيمن السيرة الذاتية واليوميات،
بين السيرة الذاتية والاعترافات،
بين السيرة الذاتية والرواية.
ويمكن أن ندرج جانبا من هذه السيرة الذاتية أيضا في ما يسمى أدب السجون أو أدب الحرية، وسرديات السجون هي فرع من الأدب العربي الحديث، الذي عرف نشأة كتّاب كبار خاضوا التجربة السجنية ووثقوها.
نذكر في تونس، فتحي بلحاج يحيى صاحب رواية “الحبس كذاب والحي يروح” وجلبار نقاش وكتابه “كريستال”، والقائمة طويلة وتضم اسماء من عائلات فكرية مختلفة وليس من اليساريين فقط صراحة.
وتكمن أهمية أدب السجون والمعتقلات في كونه يوثق للتاريخ، ويسلّط الضوء على حقوق الإنسان ويعبر عن الإنسانية.
والحقيقة هنا، أننا نكتشف من خلال قراءة هذه السيرة الذاتية خصائص الأديب والمؤرخ والموثق والكاتب السياسي والعاشق والمناضل..
صحيح ان النص خضع للمراجعة اللغوية لكن هذا لا يعني انه ليس للمؤلف اسلوب كتابة جميل ودقّة في الوصف وحكمة وحنكة في سرد الأحداث والوقائع بشكل يحفظ تسلسلها الزمني وفي نفس الوقت يكشف وجهة النظر ويرسم الواقع الذي عايشه الكثيرون بقدر كبير من الصدق والموضوعية.
وباستثناء بعض النقاط التي تستوجب التوضيح أو التصويب البسيط فإن أغلب ما سرده غريبي بن منا ورد بصدق وموضوعية ونزاهة وتواضع وكثير من الحب والوطنية.
هناك أنسنة قوية في ما كتبه غريبي بن منا وهذه ميزة في الكتابة تصنع الفارق لدى القارئ الذي يتلقى تفاصيل السيرة الذاتية بكل ما فيها من مشاعر وأحاسيس وذوق رفيع.
المسألة الثانية، مرتبطة بهذا التجرّد المفرط في تقديرنا في كتابة السيرة الذاتية وقد يعود ذلك الى ان المؤلف عاش صراعا مريرا لفك الارتباط بين الذات والموضوع / يساري يروي تجربة يسارية / ولعله رغب في ان يترك جانبا ما يمكن ان يخلق او يغذي الاختلاف مع القارئ مقابل التركيز على ما يجمع بين القراء باختلاف مشاربهم وذلك بتقديم رواية تغلب المشترك بينهم.
بعبارة أوضح وأدق، نجح غريبي بن منا في تجاوز الخطية والسكتارية التي لا تنفع الرواية في شيء وباستثناء الاعتراف بانتمائه للنقابين الثوريين على سبيل المثال لا نجد اطنابا في الحديث عن هذا الطرف السياسي او ذاك، وفي المقابل أبرز صورة اليساري المجمّع المناضل المحافظ الإنساني الأممي الصلب والضعيف في نفس الوقت لأنه إنسان في نهاية المطاف.
وحتى في حديثه عن خصومه السياسيين سواء في السلطة أو في المعارضة أيضا ونقصد بذلك الاسلاميين والقوميين، ترك لنا المؤلف الحكم على سلوك هذين الطرفين من خلال سرد الوقائع كما هي سواء في مقر وزارة الداخلية او معتقل رجيم معتوڨ او اثناء المؤتمر 18 خارق للعادة وتحديدا لحظة الاختتام والفوضى التي تسبب فيها طرف سياسي بعينه كان مناهضا للعمل النقابي حينها وتطور على ما يبدو وأصبح موجودا في الاتحاد العام لطلبة تونس مثل ما هو موجود أيضا في الاتحاد العام التونسي للشغل.
وحتى في توثيق شهادات رفاق الدرب والمعاصرين للحقبة التي جرت فيها احداث الكتاب، حرص غريبي على عدم التركيز على الصفات السياسية والحزبية واكتفى بذكر الاسماء وأحيانا اضافة المهنة.
المسألة الثالثة، التي جلبت انتباهي ولا أخال انها ستمر مرور الكرام لدى القراء وهي متصلة بأمرين اثنين أيضا، المكانة المحورية والمركزية للمرأة في هذه السيرة الذاتية المرأة الأم والأخت والرفيقة. أما الأمر الثاني فهو منزلة التعليم في بلادنا سواء في خيارات السلطة التي كان المؤلف يعارضها أو في وجدان وعقول التونسيين ومن بينهم المؤلف الذي كانت له قناعة مطلقة وثقة عمياء في التعليم باعتباره المصعد الاجتماعي والحل السحري للخروج من واقع البؤس فمنذ المدرسة ثم المعهد فالجامعة فالسجن فالتجنيد، كلها محطات صعبة وقاسية تجاوز غريبي بن منا اوجاعها بالأمل وبالإيمان بأنّه سيعود لمقاعد الدراسة وسينجح في تغيير وضعه وهذا ما حصل بالفعل.
المسألة الرابعة والأخيرة، مرتبطة بأفق الكتاب والكاتب. هناك احتمال كبير ان نذهب الى طبعة ثانية في قادم الأيام، لكن الاهم في تقديرنا هو ردود فعل الكثيرين ممن كانوا شهودا على العصر والذين ليس من حقهم احتكار تجربتهم لأنها في المحصلة تجربة انسانية، تجربة لهذا اليسار الذي يحق له ان يعرّف بنفسه وبتضحياته وبأن يلتقط أنفاسه حتى تواصل أجياله الجديدة رسالته من أجل العدالة الاجتماعية والحرية والكرامة.
وبالنسبة إلى رفيقي غريبي بن منا، أقول انه دخل عالم الأدب من الباب الكبير، بسيرة ذاتية استثنائية يمكن ان تتحول برمتها أو بعض اجزائها الى سيناريوهات لمادة تلفزية أو سينمائية.
وخلافا للمواقف التراجيدية التي كانت كثيرة في الكتاب، وخاصة توقّف بعض التجارب والمسارات لا يحق للمؤلف اليوم ان يقف عند هذا المولود الأول، بل ننتظر منه ان يتحفنا باصدارات اخرى قد تكون للفترة الزمنية التي تلت احداث الكتاب الاول وقد تكون ايضا مستوحاة من المجتمع ومآسيه الكثيرة المشجعة على الكتابة عملا وترجمة لمقولة محمود المسعدي “الأدب مأساة او لا يكون”.
تونس 28 جوان 2025
بطحاء محمد علي – قاعة الحبيب عاشور