إعداد: سعدية بنسالم
تختلف الأزمنة وتختلف الملابسات والسياقات وربما نوعية الأشخاص، وتبقى الحركة ذاتها، حركة من الجنوب إلى الشمال، من قارّة الحياة الأقدم إلى شمالها وما بعد شمالها، ولو تتبّعنا ما يقوله علماء الإناسة لتبينّا أنّ أقدم إنسان وجد على سطح الأرض كان في القارّة السمراء ومنها كان تعمير الأرض.
ولعلّ تدفّق أفارقة جنوب الصحراء نحو الشمال كان محكوما بظروف تاريخية متنوعة بتنوع العصور التي دارت فيها. ونعتقد أنّ الموجة الجديدة من تدفقات أهل الجنوب والتي تكثّفت في السنوات الأخيرة على بلادنا حتى بلغت ذروتها هذه الأيام وتباينت فيها الآراء واختلفت لا تخرج عمّا سبقها عبر العصور من تدفقات وإن اختلف الإطار التاريخي والسياق العالمي والرهانات التي تقودها دول الغرب خاصّة والتي تجعل من تلك الأعداد المتدفقة وسيلة ضغط على بلدان جنوب المتوسّط وربّما أداة لزعزعة استقرار هشّ بطبعه وتحصيل فوائد لها ما انفكّت تطاردها.
طرحنا قضية الهجرة نحو الشمال على مجموعة من الأصدقاء الكتاب والباحثين المختصين وتركنا لهم حريّة الزاوية التي يتناولون منها الموضوع والسياق التاريخي الذي يريدون الخوض فيه فكان هذا الملف:
موسم الهجرة : د. محمّد رياض الدقداقي
باتت إشكالية هجرة الأفارقة نحو الشمال مستأثرة بأعظم نصيب من الاهتمام الشعبي والرّسمي هذه الأيام ولا شكّ في أن للمشكل عدة أبعاد والكثير من المستويات التي لم تكن بالأمس القريب على هذا القدر من الحساسية. خاصة بالنسبة إلينا نحن التونسيين. حيث لا تخطئ العين المجرّدة تضاعف جحافل الأفارقة الذين دخلوا البلاد بطرق شرعية حينا وبأخرى غير شرعية أحيانا. حتى حصل السيناريو الكارثي الذي لم يتوقعه أكثر المتشائمين. فبعد أن كانت تونس بلد عبور نحو الضفة الشمالية للمتوسط بالنسبة إلى الأغلبية الساحقة من المهاجرين أصيلي دول الساحل والصحراء طمعا في الوصول إلى أراضي القارة العجوز وأملا في الاستقرار هناك حيث فرص الشغل والإقامة المريحة.. وإمكانية الحصول على الجنسية.. بعد كل تلك الاحلام الوردية التي كانت بمثابة السراب الخلّب. صار امل الأفارقة هو الاستقرار بتونس واتخاذها وطنا بديلا…بل ذهب الأمر بالبعض إلى الاستيلاء على أملاك بعض التونسيين في جهة العامرة بولاية صفاقس حيث ادّعوا ملكية الكثير من الأراضي الفلاحية واستولوا على الكثير من العقارات، بل وعمد أغلبهم إلى الاعتداء اللفظي والمادّي باستعمال الأسلحة في وجه المواطنين التونسيين. وما كان لمثل هذا السيناريو الكارثي أن يحصل لولا الاتّفاقيات المسترابة التي وقعها من تولوا السلطة بالبلاد عقب ما سمّي ربيعا عربيا ومنع فرض التأشيرة على الأفارقة. بدعوى تكريس العمق الإفريقي في سياستنا الخارجية. ناهيك عن التفاهمات التي تمت مع الجانب الأوروبي والتي تجعل تونس حارسا للحدود الأوروبية المتوسطية. لا شك في أن معالجة قضية على درجة من الاهميّة مثل هذه القضيّة يتطلب صياغة مقاربة شاملة فلا يتعلق الأمر بمجرد مقاربة أمنية مبتورة لأنّ مثل هذه الوصفات تأكّدت محدوديتها في السّابق وبيّنت أنّ المسار الأمثل في معالجة هذه القضية يتوقف على مدى جدية كلّ الأطراف في إقامة تعاون بناء’ والتفكير بجدية في مقاربة تنموية شاملة تشعر الأفارقة وكرامتهم في أوطانهم بما يدفع عن أذهانهم فكرة الهجرة …من خلال مبادرات تعالج مشاكل المديونية المستفحلة في أغلب بلدان القارّة السمراء و كيفية الاستغلال الأنسب للثروات الطبيعية التي تزخر بها القارة وذلك بمراجعة منظومة التبادل اللامتكافىء بين الشمال والجنوب و من ورائها نظام تقسيم العمل على الصعيد العالمي. فضلا عن توقف الغرب عن اشعال نيران الفتن العرقية والحدودية بين البلدان الافريقية حتى لا توجه اهتماماتها الى اقتناء السلاح من الأسواق الغربية وتوجيهها إلى الاقتتال بين أبناء الوطن الواحد عوضا عن الالتفات الى قضايا التنمية والتشغيل والبناء..
إنّ أفريقيا هي القارة الوحيدة التي انهكتها الحروب المتتالية مع ما سببته من خسائر جسيمة في الأرواح. وإنّ حل مشكل الهجرة هو من أوكد الأولويات التي ينبغي أن تجمع القادة الأفارقة ونظرائهم الغربيين. والثابت أن هذا المشكل لا ولن يتسنى حلّه دفعة واحدة لأنّ الأمر يتعلّق بتخطيط طويل النفس يطبق على امتداد عقود ولعلّ أول خطوة هي بعث رسائل طمأنة إلى آلاف الأفارقة الذين غادروا أو هم بصدد التفكير في مغادرة أوطانهم وإقناع حكوماتهم بضرورة التعجيل ببلورة مشاريع تنموية من خلال شراكة حقيقية مع الطرف الأوروبي من خلال مراجعة المديونية ومضاعفة حجم الاستثمارات في القارة الواعدة قارّة المستقبل.
أفق هجرة الأفارقة إلى أي اتجاه؟
بقلم الشاعرة: أحلام الهاشمي فتيتة
لقد تعددت حركات الهجرة واتجاهاتها عبر تاريخ الإنسان بتعدد أسبابها فمنها ما حرّكتها الحروب والصراعات السياسية ومنها ما كان بدافع صراعات الفرص الاقتصادية وتحسين ظروف العيش والتعليم وغيرها …
ولم تكن التغيرات المناخية بمنأى عن حركات هجرة بني البشر. فقد أكّدت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة أن أعداد مهاجري المناخ ستتجاوز حاجز المليار والنصف بحلول عام 2050، وأبرز دوافع الهجرة المناخية هي الظواهر الطبيعية الطاردة، والتي يتعلق أكثرها بالاحتباس الحراري. بالإضافة إلى ما سيترتب على حركة الهجرة المناخية من حركة عابرة للحدود، والتي سترتبط بتهريب الأسلحة، والاتجار بالبشر، وتهريب المخدرات، وغيرها..
ويتصدّر ملف هجرة جنوب الصحراء واجهة اهتمامات المحللين السياسيين والمؤرخين والخبراء الاستراتيجيين باحثين في أسبابها وتمظهرها وتداعياتها على كل المستويات ليصل الأمر إلى التراشق بالتهم بين دول …
أما عمّا تشهد تونس من توافد يومي للألاف المهاجرين الذين ينحدرون من دول أفريقية مختلفة فإنّ أسئلة عديدة ملحة تطفو على السطح على غرار: من وراء تحريك هذه الفيالق من المهاجرين؟ كيف يفدون إلى تونس وهي ترزح تحت وطأة صعوبات اقتصادية واجتماعية متعلقة بالأزمة الاقتصادية العالمية من ناحية ومن ناحية أخرى بالظروف الداخلية للبلاد التي تعاني من مخلفات ما بعد ثورة 2011 …. وإن كان الادعاء بأن تونس ليست وجهة إنما هي بلد عبور فلماذا استفحل الأمر في بعض المدن وخاصة في صفاقس؟ بالإضافة إلى عديد الأسئلة..
وحسب دراسة نشرها المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية فان 6.9٪ من بين الذين تم استجوابهم قد قدموا إلى تونس في إطار عقود عمل وهميّة. ومعظم هذه العقود كانت مع شبان يأملون الانضمام إلى المجال الرياضي في تونس …
ولا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل البعد الإنساني لهذه الظاهرة في شقيْه المتعلقيْن بالوافدين وكذلك بالتونسيين المستقرّين في بلدهم أصحاب الأرض والهواء والتاريخ ….
وقد بدأ حديث الشارع التونسي يخرج من مرحلة التشجيع المطلق على الإعاشة والاستضافة باعتبار أن هؤلاء عابرو سبيل ويحتاجون إلى ذلك وهو ما تفرضه تعاليم الدين والعادات الاجتماعية فالتونسي مضياف بطبعه. لقد أخذت تساؤلات التونسي تتكاثر وبدأت مخاوف مختلفة تساوره حول مصير البلاد والعباد أمام استمرارية هذا المدّ البشري الصحراويّ الهائل ….
وما يزيد الطين بلة تلك الشعارات والأغاني العنصرية التي بتنا نسمع أحيانا عنها ينادي بها الأفارقة بتغيير الأوطان وغيرها من السلوكيات والانحرافات …
ولئن تبدو الحلول الاقتصادية والسياسية في معظمها بيد دول أوروبا التي نهبت خيرات القارة الأفريقية واستنزفت ثرواتها ممّا حدا بسكانها إلى الهجرة فإن أفق التغيرات المناخية يقول غير ذلك فهو سيفرض حتما جغرافيا جديدة للعالم …
فمتى تعي امبريالية هذا العصر أن استعمار الشعوب وامتصاص دماء خيراتها وأن العبث بالطبيعة والإنسان يعود وبالا عليها وعلى الحياة على الارض…
أفارقة جنوب الصّحراء في تونس
الأستاذة والباحثة: جنّات عليمي
شهدت البلاد التونسيّة في الآونة الأخيرة الكثير من الأحداث، ولعلّ أهمّها على الإطلاق هذه الأعداد الغفيرة الوافدة من أفارقة جنوب الصّحراء، وكما هو معروف فإنّ تونس بلد مضياف منفتح على الغير ولا يرى ضيرا في استقبال الآخرين وإيوائهم وتاريخ البلاد يشهد على ذلك، وما كان شعب هذا البلد ليتململ حدّ القيام بمسيرات سلميّة معبّرة عن غضبه في بعض المناطق مثل جبنيانة والعامرة من ولاية صفاقس لو لم يكن في وجود هؤلاء الأفارقة خطرا على النّاس أصيلي تلك المناطق، فقد بات وجودهم يقلق راحة العديد من المتساكنين، ويهدّد أمنهم وأمن ممتلكاتهم. وكما هو معلوم فأمن أصيلي البلاد وأمن البلاد نفسها هو من الأولويّات التي لا نقاش فيها. فلا معنى لهذه الأصوات التي تدّعي الإنسانيّة ويدعو أصحابها إلى الإشفاق على أفارقة جنوب الصّحراء على اعتبار أنّهم مساكين هربوا من الذّبح والتّقتيل…
ومن دعاة الإنسانيّة هؤلاء من ذهب إلى المقارنة بين المهاجرين التّونسيّين الذين حرقوا ويحرقون إلى إيطاليا وغيرها من الدّول الأوروبيّة وبين هؤلاء الأفارقة الذين زحفوا ويزحفون على برّ تونس. وهي لعمري مقارنة ضيزى على حدّ تعبير أحد أبطال الحكايات التراثيّة. وقد وصل الأمر ببعضهم إلى المطالبة بتوفير مواطن شغل لهم أي المطالبة بتشغيلهم، فهل يجوز مثل هذا المطلب والحال أنّ العاطلين عن العمل الذين يعانون من البطالة من أصيلي البلاد يعدّون بالمآت، بل بالآلاف. ناس بكري قالوا: «ما تجوز الصّدقة إلّا ما يتزازا أمّالي الدّار». والحكمة تقول «الأقربون أولى بالمعروف».
كفانا من المثاليّات والشّعارات الرنّانة الطنّانة، وحديث الميز العنصري وحقوق الإنسان وما لفّ لفّه مع من لا يحترمنا في عقر دارنا، ومن وجوده يربكنا ويمثل خطرا علينا.
موسم الهجرة إلى بوّابة الشّمال
*الكاتب: محمّد بوحوش
يُنظر إلى الهجرة من زاويتين: الأولى هي هجرة تاريخيّة دائمة من الجنوب إلى الشّمال، والثّانية ذات طابع توطينيّ في إطار سعي الاتّحاد الأوروبيّ للحدّ من هذه الظّاهرة.
ومن حيث المبدإ فالهجرة حقّ إنسانيّ، ولا يجب التّعاطي معها من منظور عنصريّ ذلك أنّ القارّة الإفريقيّة، تحديدا، قد خضعت إلى الاستعمار وما تزال ترزح تحت وطأته، وإن بشكل غير مباشر غالبا، وبحضور عسكريّ أحيانا (تواجد فرنسا على سبيل المثال عسكريّا في بعض الأقطار الإفريقيّة). أمّا تاريخيّا فمن المعلوم أنّ الاستعمار قد استنزف ثروات القارّة، وأحدث بها فروقا طبقيّة واضحة حيث يسود فيها التّخلّف، والأميّة، والفقر، والاستغلال. وعليه فإنّ هجرة الأفارقة جنوب الصّحراء هي هجرة ذات بعد تاريخيّ اشتدّت وتيرتها في السّنوات الأخيرة.
أمّا الوجه الآخر للهجرة فيتمثّل في محاولات الاتّحاد الأوروبيّ الحدّ من تنامي هذه الظّاهرة لعدم قدرته على استيعاب المهاجرين أمام تدفّق مهاجرين آخرين من أوروبا الشّرقيّة. لذلك فإنّ بعض الدّول الأوروبيّة أو أغلبها يسعى إلى توطين الوافدين، وإن مؤقّتا. وبحكم موقع تونس الاستراتيجيّ، وبحكم أنّها دولة صغيرة وضعيفة غير قادرة على حماية حدودها، مترامية الأطراف، وبالنّظر إلى ما تمرّ به من أزمة اقتصاديّة فإنّ الاتّحاد الأوروبيّ يسعى، من دون شكّ، إلى توطين الأفارقة جنوب الصّحراء في تونس مقدّما بعض الإغراءات الماليّة والمساعدات، وفي أسوإ الأحوال إقامة مخيّمات لهم ودفعهم إلى التّرحيل إلى بلدانهم الأصليّة.
ومن المنظور الإنسانيّ والواقعيّ فإنّ تونس، الّتي تواجه ظرفا اقتصاديّا صعبا، غير قادرة على استيعاب جحافل المهاجرين ذلك أنّه في حال توطينهم، وإن بشكل مؤقّت، فسيحدث التّوطين أزمة أخرى اقتصاديّة واجتماعيّة تخلّ بأمن البلاد وبتركيبتها السّكانيّة، إضافة إلى عدم استيعاب المجتمع التّونسيّ لأقليّات جديدة وافدة عليه ومختلفة من حيث الثّقافات، والعادات، والجنسيّات، والأديان. إنّه موسم الهجرة إلى الشّمال أو بوّابة الشّمال لما يشكّله هذا الأخير من جذب واستقطاب وبحث عن فرص العمل والرّفاهيّة والرّقيّ الاجتماعيّ.
كما لا يفوتنا القول إنّ الهجرة إلى الشّمال، والتّونسيّون أيضا معنيّون بها، أصبحت محاكاة وثقافة لدى الشّباب السّاعي إلى الهجرة، ولا ترتبط دائما بالفقر والاحتياج والبحث عن فرص العمل، كما تتّخذ أبعادا أخرى ذات صلة بالحريّة والكرامة والرّفاهيّة والبيئة التي يفتقدها المهاجرون في بلدانهم.
التلاعب ببنود حقوق الإنسان وتبسيط الخطأ.
الشاعرة: سوسن طيب العجمي
موجة نفور تونسية عارمة في الفترة الأخيرة والسبب عدد مهول من المهاجرين الأفارقة على أراضي الدّولة التونسية، وهذه الظاهرة على امتداد سنوات من الآن سرّبت كما ذُكر في قصيدة «البردة» تسريب السمّ في الدّسم.
وسنحاول طرح نقاط قابلة للنقاش تعلّقت أساسا بظروف المواطن التونسي وأسباب رفضه لهذا الموضوع من أساسه.
النقطة الأولى لها مسارات متضادة عن مفهوم الإنسان وتقبل الآخر وهنا نعود لإشكال أساسي مفاده:
كيف يتقبل التونسي الآخر وهو يعيش تحت وطأة الخطر؟
تستوجب الإجابة تشريحا دقيقا لتعلقه أساسا بالرضا.
في الزمن الراهن يعاني التونسي من الفقر وغلاء المعيشة والعديد من الانفعالات مع محاولات مستديمة للتشكيك في أفكاره وحريته، وفي نفس الحيز الزمني، التونسي مطالب بمشاعر وجدانية تصبّ في مفهوم الإنسان اللاجئ أو الهارب أو الباحث عن محطة عبور بينما المواطن الأصلي يعيش أزمةً وجوديّة في وطنه فيتّجه بدوره إلى البحث عن قارب نجاة أو موت محقق.
خطة استلّت من جحيم معاناة التونسي تحت مسمّى أفارقة جنوب الصحراء قصد التلاعب بالبشر، وهذا المخطط بما يحمله من منعرجات خطيرة لم نتفطن بعد إلى قائد بوصلة هذا الخراب، ولم نفهم أو نحدد أسبابه لكن بما أننا شعب النتائج فقد وجدنا أنفسنا في صراع مقيت بين دوافع انسانية تحت نسيج العاطفة وبين عقل يترصد الخطر ويعلن بداياته على أرض وطننا.
النقطة الثانية وهي حرية تنقل الأفراد:
على أي أساس قانوني بنيت هذه الحرية في العالم؟
من الغباء أن يدرج بعض المدافعين عن حقوق الإنسان ربع بند أو ثلثه مع عدم مراعاة تكملته وتفاعلها مع المثل وأسس الإنسانية المرجوّة.
ظهر للعيان خطاب منمّق يشرح فيه البعض معاني الشمولية دون النظر إلى حريّة الآخر المواطن الأصلي في ما يتعلّق بأمنه وحقوقه الوطنية إذ لا يمكن لأي عاقل أن يجعل من تضاد الأفراد مطلقا دون وعي بالواقع والانتقال «الرعواني» في الغيبيات وترك المشعل للصدف ومن ثمة مصارعة النتائج الثابتة والتي تعكس وضعا مشوشا يصل إلى الجريمة.
النقطة الثالثة وساطة بين النية والجزم، اتهام التونسيين بالعنصرية وعدم تقبل الآخر نسبة للون والجسد، والحال أنّ تونس أول من أغلقت سوق العبيد في العالم العربي وغيرت اسمه إلى سوق الصاغة.
شعب تونس أكثر الشعوب رحمة وتعلّقا بمخلوقات الله من نبات وحيوان وغيره
كيف نتهم البعض بالعنصرية تجاه البشر بينما معنى العنصرية ينسجم مع الأوطان بمعنى ترسيخ حب الوطن في امتلاكه وإثراء روح الانتماء ورفض كل إسهام خارجي يورّط تونس ويجعلها في خانة اتجاه غيبي محكوما بالنتائج.
قد نختلف في شؤوننا الداخلية وننقد ونستميت في الدفاع عن أفكارنا ووعينا لكن لا يمكن لأي مواطن تونسي أن يسمح بتخريب وطنه والبعض يحاول استسهال المسألة وتبسيط ها.