spot_img

ذات صلة

جمع

هل نهاية للعولمة؟

الكاتب والناقد: حسني عبد الرحيم عندما فرض الرئيس الأمريكي "دونالد...

أنا أحب إذن أنا موجود: أو الفلسفة والفائض من الغرائز

بقلم الأستاذ: الأسعد الواعر أنا أحب إذن أنا موجود هو...

آنِي.. فِي كَنَفِ “الآنِي”

الكاتب والشاعر: شاهين السّافي يذكر أنها تلقت أغرب طلب...

“أهيم عشقا بأمّ القرى ” لجلال باباي: مراثي الخريطة…

رياض خليف تصفحت هذا العمل كثيرا، مقتفيا خطى كلمات الشاعر...

الكارثة كانت محدقة ثم أتت يد إلهية

حسني عبدالرحيم

لذكرى اليهودي والأممي المقاوم حتى المحرقة !»إبراهام ليون»(26 عام)أُستشهد حرقآ بأوشفيتز والقائل :»لنفهم ينبغى أن نبدأ بعدم الفهم»ولصمود عائلة»ألمحيسي» بدير البلح( أٌستشهد لها ولدين وبَقى ثمانية)

يرجع الفضل للباحث الفلسطيني «حسين ابو النمل»-المكتب السياسي للجبهة الشعبية-بتوجيه من الإقتصادي المصري النابه الدكتور» عمرو محي الدين « (رحمة الله على كليهما )لدراسة الإقتصاد الإسرائيلي كعامل محدد للتوجهات السياسية لدولة العدو الصهيوني !

مؤشرات كتاب»بحوث في الإقتصاد الإسرائيلي» كانت في السبعينات من القرن الماضي! لكن العقود الأخيرة شهدت تطور مُذهل كان من الممكن أن يغير بألكامل مصير ألشرق الاوسط كما عرفناه !كانت هناك بوادر بعد التطبيع مع غالبية البلاد العربية وبألأخص تلك البترولية الحائزة على موارد مالية ضخمة وكذلك الإكتشافات البترولية في الحوض الشرقي للبحر المتوسط في مواجهة قطاع غزة والإستثمارات الدولية الواسعة في دولة إسرائيل في قطاعات التكنولوچيا المتقدمة والصعود الكبير للإنتاج الوطني الاجمالي لإسرائيل والرفاهية الإجتماعية في الكيان وسيطرة اليمين المتطرف والطموح لتحول إسرائيل لإمبريالية صغرى والعمل على نهاية الإعتمادية على الولايات المتحدة والإمبرياليات الأخرى لتتحول الدولة الصهيونية لشريك كامل ولتصبح عضو كامل الصلاحيات في منظمة التعاون الإقتصادي و التنمية (OCDE)-معروض عليها من سنة 2001-كان التعبير السياسي كان كل ذلك هو تشكيل حكومة يمين-يمين متطرف توسعية والدخول في «صفقة إبراهام «والعمل على عملية تطبيع كاملة مع المملكة العربية السعودية لتتحول إسرائيل للحامية الفعلية للعروش السعودية والخليجية تحت دعوى التهديد الإيراني والذي يتم تحجيمه بالعقوبات والحصار الإقتصادي لكن إيران والتي على الأرجح توصلت لإمتلاك سلاح نووي وجاءت الغارة الأخيرة لتثبت أنها لديها وسائل لحمله لقلب الدولة العبرية !لتضع إسرائيل امام توازن للرعب!

كانت الخطة تمشي على ساقين حتى هزيمة «دونالد ترامب» الانتخابية وهو الذي أعتبر مستوطنات الضفة شرعية ونقل سفارة بلاده إلى القدس وتبعته حكومات اخرى ! ولم يتبق امام المشروع الإستعماري سوى عملية تنظيف بأللغة التى أستعملها «جاريد كوشنر» صاحب خطة الصفقة الإبراهيمية ويعنى هذا إخلاء قطاع غزة من السكان وتحويلة لموقع سياحي يتفوق على الريڤيرا الفرنسية! ويتبقى بعد ذلك الضفة الغربيةالممزقة بألمستوطنات والموكلة بحراستها بوليس تم تدريبة بواسطة إسراؤيل والولايات المتحدة لكي يقوم بدور مقاول أمني بديلآ ان جيش الإحتلال تحت قيادة فاسدة من عناصر جبهة أبو مازن! وترك مسألة إخلاء الضفة من سكانها لمرحلة ستأتي فيما بعد وكذلك لعوامل الهجرة الطوعية بفعل التدهور الإقتصادي!هذا كان السيناريو الذي أتى هجوم 7 أكتوبر لكي يقطعه وربما ينهيه !كانت عملية الإنتقام المروع تعبير عن صدمة وخيبة كبرى لليمين الصهيوني ولليمين الأمريكي(المسيحية الصهيونية( والبريطاني بألذات والذي يترأسه أن مهاجر هندي سابق «سوناك»!

بدانا بتحليل حسين ابو النمل وهو قديم نسبيآ حيث تم نشره أوائل السبعينات وهو يرصد شيئين مهمين اولآ الإقتصاد الإسرائيلي صُمم منأجل التوسع فكان معدل التشغيل فى السبعينات حول 40٪؜ وكانت نسبة المتعلمين تعليم عالي 15% أعلى من النسبة الألمانية والتى تعتبر نموذجية!الدولة الصهيونية تحصلت على التراكم الأولي بمصادرة أراضي المزارعين الفلسطينيين ثم خلال الخمسينات بألتعويضات الألمانية وكانت معدلات الأجور العالية وكذلك تعويض الخسارة في الكلفة الإقتصادية من الدعم الأمريكي ومن هبات اليهود المستمرة حول العالم!بإحتلالها الضفة والقطاع بعد حرب يونيو بدأت عملية تعديل جوهري في هيكل العمالة بواسطة العمال الفلسطينيين اللذين يحصلون على تصاريح ويعودون لمدنهم في المساء!

التكنولوچيا المتقدمة اتت بقوة دفع غير مسبوقة للإقتصاد الإسرائيلي حيث ان الهجرة من دول الكتلة الشرقية كانت غالبيتها من أصحاب التخصصات العلمية وبدأت العديد من شركات التكنولوچيا تُنشىئ ما يُماثل وادي السليكون في كالفورنيا في صحراء النقب بإسرائيل وبدأت عملية إحلال محل العمالة العربية والتي تشكل تهديد أمني بألعمالة الأسيوية وتخلت الدولة الصهيونية عن أسطورة العمل العبري المُؤسسة للكيان فصارت الغالبية العظمي من السكان الإسرائيليين مشرفين على عمال أجانب ويكفي ألقاء نظرة على معدلات الإقتصاد( الإنتاج الوطني الإجمالي حوالي 566 مليار ومعدل نمو متوسط 6% ونسبة الصناعة 26% والتصدير 166 مليار أغلبها تكنولوچيا فائقة والماس والسلاح و3.5مليون سائح سنويآ وبينما عدد السكان 9.6 ملايين ورفاهية مدعومة من قبل امريكا والمنظمات الصهيونية في العالم) وفي عام 2010 دُعيت إسرائيل للإِنْضِمام لمنظمة التنمية والتعاون الأوربية(OCDE) بيننا هي في إتفاقيات تجارة حرة مع امريكا واوربا وبلدان لاتينية .

وبمقارنة هذه المعدلات ببعض الدول العربية الكبيرة وحتى البترولية! (مصر الناتج الوطني الإجمالي 400 مليار وعددسكان 110 مليون ،السعودية 1000 مليار – صادرات بترولية ومتحصلات الحج والعمرة لعدد سكان 32 مليون)

قطاع غزة مليونين من السكان وبمعدل مواليد من الأكبر في العالم والمستوى التعليمي الأفضل من أغلب البلاد العربية مع خمسة جامعات ومعاهد تكنولوچية مميزة ومعدل أُمية يقترب من الصفر والغزاوية عكس ما يُشاع لا يعيشون بألمعونة بل هناك زراعة وصناعات حرفية تشكل إقتصاد قطاع غزة وتمثل إنفاقات الأونروا مساهمة هامة في التعليم والصحة !وعلى الرغم وربما بسب الحصار المفروض على القطاع في ظل سلطة حماس( 2006) تمكن القطاع وعبر الانفاق عبر الحدود المصرية من إدخال مستلزمات إنتاج من ماكينات وعدد صناعية وكذلك مستلزمات زراعية وحيوانات إستثمارية كالبقر ساهمت في تكوين إقتصاد مُنتج وعمالة صناعية وزراعية وظل الإعتماد على الطاقة رهين بالسلطة الإسرائيلية وأتت الإكتشافات الأخيرة للغاز -احتياطيات الغاز البحري قبالة سواحل قطاع غزة لمسافة 32 كيلومترًا من الساحل قطاع غزة،وتقدر بحوالي 35 مليار متر مكعب- لكى تفتح إمكانية آفاق واسعة لتقدم القطاع خاصة أن الكثيرين من أبناؤه اللذين حققوا نجاحات إقتصادية في الخليج والغرب يستثمرون في موطن اجدادهم ودعم من تبقى من عائلاتهم.

التحول الرقمي اعطى ميزة كبيرة للإقتصاد الإسرائيلي الذكي والمبني على التصدير والخدمات لكن نضوب موارد الهجرة اليهودية و بداية والإعتماد جزئيآ على عمال فلسطينيين يشكلون تهديد امني بدا التحول للعمالة المستجلبة من دول آسيا على الطريقة الخليجية والسعودية وهي عمالة رخيصة ومؤقته زراعية وخدمية يمكن ان تحل محل العمل الفلسطيني والعبري في الاعمال التى لاتحتاج لمهارات خاصة وتساهم في تعديل هيكل العمالة الغير إ قتصادي!مر الأقتصاد الإسرائيلي بثلاث مراحل التاسيس حتى السبعينات والركود في الثمانينات ثم الإنطلاقة الكبير مع العولمة والإستثمارات الأمريكية الخاصة و الكبيرة!وكان العجز في الميزانية تمولة المعونة الأمريكية السنوية (1.2 مليار دولار) وكان جزء كبير منه يدعم المستوى العالى للأجور-يماثل الأوربية- وكذلك دعم الصادرات وإستجلاب المهاجرين !

«أحب أن ارى غزة وقد أبتلعها البحر»(أريل شارون) هو نفسه «ملك إسرائيل» وزعيم الليكود والذي لم يكن غيره يستطيع إلإنسحاب من غزة وازالة مستوطناتها وهو الذي يستند على مأثرة قيادة الثغرة العسكرية في أكتوبر 1973!خلفه لقيادة الليكود»بنيامين نتانياهو»الذي تدرب في إحدى معاقل النيوليبرالية مع اليميني الامريكي وحاكم ماساتشوستس»ميت رومني»في Boston Consulting Group وصديق «دونالد ترامب»الأب الذي سيصبح وريثه الرئيس الخامس والاربعون للولايات المتحدة الأمريكية!ولم يكن ينقص المشهد سوى الصعود اليميني المتطرف جنوب أوربا وشرقها والهند ونهاية الربيع العربي بحلول أنظمة سلطوية يمينية مُعاقة!

السلام الإبراهيمي هو أسم الدَلع التجاري لمشروع اليمين شبه الفاشي في إسرائيل بزعامة «نتانياهو» وحلفاؤه الصهاينة الدينيين لتحويل إسرائيل من أداة للإمبريالية الأمريكية لإمبريالية صغرى تحكم مصائر الشرق الاوسط لأجيال قادمة الإعتراف بالمستوطنات بالضفة وتهجير سكان غزة(«تنظيفها «بحسب «جاردنر كوشنر» مستشار ونسيب ترامب وشريك «بن سليمان»في Affinity Partners والذي كان يهدف لتوجيه أموال صندوق الإستثمارات السعودي نحو إسرائيل) لتحويل القطاع المحارب والشهيد لمشروع عقاري كبير كألريفيرا الايطالية والفرنسية أو ل»موقف سيارات» كما قالت إحدى النائبات الجمهوريات بألكونجرس الأمريكي !! ويستتبعُة ترانسفيربالقطع لسكان الضفة الغربية ويرافقه تطبيع كامل مع العربية السعودية بعد المغرب وإمارات الخليج وقبلهم الاردن ومصر وتصبح رؤوس الأموال البترولية في نطاق المشروع التوسعي الإسرائيلى وحتى استعادة سيناء كمجال إستثماري مشترك للسعودية وإسرائيل بتهجير مليونين من اهل غزة وتحويلهم لعمال مهاجرين في مشروعات سعودية/إسرائيلية/خليجية! هذا ليس متوافق تمامآ مع الأوربيين اللذين يعانون من ضغوط من الشرق في «اوكرانيا» وكذلك من إحتمال أزمة طاقة مروعة وفي ظني هذا كان ومازال أهم دوافع الموقف الاوربي هو التاكد من أن غاز سواحل غزة لاتقع تحت يد قوى معادية(حماس) متحالفة مع إيران بينما هناك خوف آخر يسكن الأوربيين (فرنسا-إيطاليا- إسبانيا )عبر عنه بعض المتنفذين الفرنسيين اليمينيين ( رئيس الوزراء السابق» دومينيك دو فليبان» )هو الخوف من ان يتحول شرق المتوسط لبحيرة إسرائيلية إقتصادية ويخرج عن المجال الإمبريالي الأوربي !الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بكل الوسائل لتبقي في عصمتها وهو أمر يتفق عليه الديموقراطيون والجمهوريون ولكن نتانياهو حليف لترامب الإنقلابي وقد القى خطبة في الكونجرس بموافقة «الإيباك» لنقض الإتفاقية النووية مع إيران في وجود- ودون إستئذان -رئيس أمريكي جالس(باراك أوباما)!الذي كان في وضع حرج مع اليمين الصهيوني بسبب تصوره لحل الدولتين ولأسباب أُخرى شخصية تخصه- عرقية وثقافية وإجتماعية- كرئيس أسود وعائلته مسلمين وصديق لراديكاليين فلسطينيين!

تتنافس مع إسرائيل قوتين اقليميتين في شرق المتوسط هما إيران وتركيا بعد خروج مصر من الحلبة لعوامل متعددة سياسية وإقتصادية وعدم أهلية السعودية ودول الخليج لذلك لعوامل ديموغرافية وأقتصادية (إقتصاديات تصدير بترولية وسكان لا يشكلون قوة عمل)..إسرائيل لديها دعم الإمبريالية الغربية ولكنه ليس مضمون الدوام!ولديها طموحات توراتية تدعمت بتطور إقتصادي كبير ولكنها تعاني من شُح سٌكاني سيزيد بأزدياد المقاومة والصراعات المسلحة وبداية هجرة معاكسة، وكذلك هناك ميسيانية أيدلوچية دينية مُركبة وخطرة!وعدم إنسجام ثقافي ولغوي لأجيال من مهاجرين أتوا من كل بقاع الأرض!سيظل هذا الصراع يحكم مصائر «شرق المتوسط» حتى تتكون رافعة إستراتيچية هامة وحاسمة ربما بخروج مصر من أفولها الحالي لتقوم بدورها التاريخي !أو بتحالف إيراني-تركي (بعيد المنال)..لكن الأكيد الآن ان خطة التوسع الاقليمي وإنتقال إسرائيل للسيطرة كأمبرالية صغرى وليس مجرد أداة للإمبرياليات الأمريكية والأوربية قد تم إيقافه ولو مؤقتآ بتأثير «طوفان الأقصى» وتداعياته في المنطقة والعالم حتى في أمريكا اللاتينية وجنوب أفريقيا وهى قوى قوى صناعية صاعدة وكذلك إحتملات إنتقال هزات الطوفان لدول عربية قريبة.

كانت غزة على موعد مع القدر وبتعبير السينمائي الفلسطيني» إيليا سليمان» كما لو ب»يد إلهية»!وكان القطاع مستعدآ للمواجهة الفاصلة.. لديه جيش مدرب(كتائب الأقصى) وقيادة منتخبة ومستقرة عبر عقدين وعمليات إبادة سابقة أُختبرت فيها نقاط ضعف العدو ومرتكزة قاعدة إجتماعية منتجة زراعية وصناعة حتى أسلحة محلية وبدائية لكنها فعالة ومنظمة وجهاز معلومات دقيقة بواسطة العمال العاملين في الجانب الآخر من الجدار وإرادة اليأس !

«قوة اليأس» من أن تؤدي العمليات الديبلوماسية المتوالية إلا إلى نزوح جديد وهجرة نهائية مع توسع المستوطنات وتسليحها و توقع نهاية للتراچيديا الفلسطينية كما إنتهت تراچيديا السكان الأصليين في امريكا الشمالية!لكن القطاع المعزول والمحارب عبر العصور والذي صار له تنظيم إجتماعي مستقر ومُنتج أصبح قادرآ على أن يتوصل لخطته ودون إعلام أي طرف(سوى الله طبعآ) وهذا التداول لو حدث (لاقدر الله) لكان حريآ به أن يُفشل الطوفان ويؤدي للكارثة كاملة!

كانت المقاومة الفلسطينية تمثلها طوال نصف قرن منظمة التحرير ومنظوماتها المتهالكة والتي كانت تستحوذ على مجموعات عسكرية من المتفرغين والمتحدثين بأسمها مولتها أنظمة ديكتاتورية عربية تارة ومن بعد الممالك البترودولاريه وخلال ذلك خاضت حربين أهليتين خاسرتين في الأردن (معركة الكرامة)ولبنان (غزو بيروت) وخاضت ذلك بشعارات قصوية وكانت النهاية ان تحولت منظمة التحرير لثروة فلسطينية تقوم سلطتها في «رام الله» بدور البوليس بالوكالة عن الشين- بيت!

الطوفان لقى من يطرح موقفة بعقلانية تاريخية من كتاب ومثقفين بعضهم يهود وإسرائليين !ممثلين ومخرجين واكاديميين وطلاب علم ، وحتى سفراء للسلطة المهزلية وفي الأول والأخير»أبو عبيده» الذي لم يخرج عن السياق التحرري ! ذلك لأن غزة صارت لها قاعدة إجتماعية منتجة (ليسوا لاجئين)على رغم من حصارها! وليس بالصدفة وحدها كان الخطاب الطوفاني مُعقلنآ وتحرريآ لانه يمتلك المشروعية العقلانية التحررية و التاريخية! بزغ الجمع التحرري الكريم كما لو كانت «يد إلهية» توافقت عليه وجمعته من باطن الارض(الأنفاق)..لكن قبل كل شئ براعة قتالية وصمود شعيي ولوچيستية مدهشة لإطعام الجماهير ومعالجة الجرحى وإيواء النازحين لايشبهه في التاريخ سوى صمود إنتفاضة «وارسو» للجيتو اليهودي المقاوم في مواجهة النازي! والذي هو إرث مشترك للصمود في مواجهة قوة طاغية كما هو إرث معركة «ستالينجراد».

التضامن العالمي الغير مسبوق في لندن وباريس وواشنطن وفي غالبية الجامعات المرموقة والبرلمانات الغربية ليس فقط مظهر لتعاطف إنساني مع المضطهدين ولكنه تعبير عن جزع من تصاعد هيمنة شبه فاشية تمتلك أذرع دولية موثرة في مؤسسات مالية عابرة للقارات وتتدخل في قرارات حكومات يمينية متنفذة!

التكلفة باهظة في الأرواح العزيزة: 100 الف بين شهيد وجريح لكن كما قال قائد الطوفان «يحي إبرهيم السنوار» :حتى ضعف ذلك العدد من الشهداء نقدمه بطيب خاطر .. فالهدف يستحق !لقد مكث «يحي» ربع قرن في سجون الإحتلال يفكر في هذا اليوم !هذه اللحظة الإستراتيجية بإمتياز والتى كان من غير الممكن تخيلها قبل السابع من اكتوبر لتعيد كل الحسابات الرابحة والخاسرة!كانت فلسطين ستخرج من التاريخ كموضوع سياسيي وربما ثقافي وديني بإتمام «صفقة إبراهام» والشروع في إمبراطورية نتانياهو وحلفاؤه..أتت النازلة كما لو أن «يد إلهية» قد دفعت التناقضات لهذا الطريق الصاعد الذي سيصير له أسم وحيد:»إنتصار غزة» وربما عودة «فلسطين» ككيان وطني كامل السيادة.. وأفول الصهيونية كما أعلن المؤرخ الكبير «إيان بابي» .

spot_imgspot_img