الباحث: حسني عبد الرحيم
ليست إيران كيان غريب في الشرق الأوسط وليست علاقتها بفلسطين عرضية! ذلك لإن التاريخ القديم والحديث يجعل إيران ليس فقط إحدى محاور الصراع الذي كانت تسميته العربي-الإسرائيلي! وأصبح أسمه الآن الصراع بين محور المقاومة والمحور الإسرائيلي الذي يضم عدة دول عربية تحت رعاية مشتركة من أمريكا وحلف الأطلنطي ماعدا تركيا “أردوغان” وحزب العدالة والتنمية!
عودة للحرب العالمية الأولى والتي نتج عنها الدولة السوفياتية وتبعتها حركة “محمد مصدق” في إيران والتي قامت بإصلاح زراعي و تأميم النفط الإيراني ونزع ملكية الأراضي الملكية وإخراج إيران من الهيمنة السياسية البريطانية ومعلوم أن الإطاحة بمصدق قد تم بتدخل مباشر من الغرب ووأد الحركة الاستقلالية العلمانية بانقلاب” أچاكس” والذي خططته المخابرات البريطانية والأمريكية ثم عودة الشاه “محمد رضا بهلوي” والذى كان هاربا ببغداد ثم إيطاليا والذي أصدر مرسوما بتنحية مصدق وقادة عسكريين وطنيين ومحاكمة “محمد مصدق” مع كثيرين من قادة الجبهة الوطنية والذين صدر حكم بالإعدام خُفف للسجن والعزل السياسي لمصدق حتى وآفاته! من المفيد تذكر أن مرجعيات دينية تحالفت مع مصدق ثم خرجت عليه عشية الانقلاب (آية الله كاشاتي) تحت دعاوى تحالفه مع الشيوعية وحزب تودة، هناك تاريخ قصير ومهم هو زواج” الأميرة فوزية” المصرية شقيقة” الملك فاروق” من الأمير “محمد رضا بهلوي “الذي صار الشاه بعد إزاحة والده ولتكون فوزية في ذلك الوقت الملكة المتوجة على عرش الفيروز (1938)! ولكنّها لم تحتمل الشظف الملكي الإيراني وهي المولودة بقصر “راس التين”) وأنجبت منه “الأميرة شاهيناز” التي مازالت تحمل الجنسية المصرية مع السويسرية! فوزية طلبت الطلاق ورجعت لمصر (1945). هكذا انتهت زيجة سياسية (كما وصفها البريطانيون) دبرها الملك الوالد “رضا بهلوي” والذي كان متعاطفا مع “المحور الألماني” في الحرب الثانية كما كان الملك” فاروق”! بينما كان “مصدق” و”النحاس باشا” قريبين من التحالف الغربي/ السوفياتي وعند زيارته للقاهرة تم استقبال مُصدق استقبال الأبطال.. الزيجة التعيسة للأميرة “فوزية فؤاد” تعبير عما يمكن تسميته الحنين “العباسي الشرقي” والذي يخالف الميول الأتاتوركية الغربية! حيث ثقافيا ودينيا حكم الفاطميون الشيعة مصر خلال قرون وأستمر التشيع الشعبي بمصر شائعا والمُعبَر عنه في إقامة وتبجيل أهل البيت وخاصة بالقاهرة الفاطمية بمقامات “سيدنا الحسين “و”السدة زينب ” ومراقد الأولياء وعمارتها الزاهرة! كان هذا الزواج في توافق مع مشاعر شعبية وليس مجرد حبكة قصور ومن ناحية تعبير عن تصور للشرق الأوسط على دعامتين يمثلان وارثي حضارتين كانتا مزدهرتين قبل الركود والغزو العثماني وكذلك كرد فعل على تركيا المتاوربة والتي صارت فيما بعد عضو مؤسس لحلف شمال الأطلنطي.
عودة الشاه “محمد رضا بهلوي” كانت مؤذنا بعودة إيران الشهناشية للتحالف الغربي وتعاونها الوثيق مع الدولة الصهيونية الوليدة واعترافها بإسرائيل (1953) بعد اعتراف تركيا بعدما كانت ضد قرار التقسيم! وتدخلها في قمع حركات ثورية في الخليج العربي (حركة ظفار) و تدريب السافاك بواسطة “الموساد” الإسرائيلي !
الجمهورية الإسلامية الحالية في إيران هي نتاج ثورة شعبية كبرى لا تضاهيها سوى الثورة الروسية قام خلالها التنظيم العمودي والشعبي المُحكم للحوزة الدينية بالدور الأكبر في التعبات وكانت النتيجة هي عودة الإمام” آية الله الخميني” من منفاه وتأسيس الجمهورية الإسلامية والتي دخلت في صراع دامي صفت خلاله حلفاءها اليسارين (فدائي ومجاهدي الشعب) وأسست سلطة شمولية هي “ولاية الفقيه” استبعدت كل مكونات المجتمع السياسي الليبراليين والديموقراطيين الاجتماعيين.. لكنها حافظت في الوقت نفسه على المنافسات السياسية بين المكونات الأيديلوجية الإسلامية بين الإصلاحيين والمتشددين! وقطعت العلاقات الديبلوماسية مع إسرائيل الذي أعتبرها الخميني “الشر الاصغر” بجانب الولايات المتحدة (الشر الاكبر)، وأحتدم صراع آخر مع “المملكة العربية السعودية” وإمارات الخليج بسبب الجُزر التي ضمتها إيران لسيادتها وكذلك داخل “منظمة أوبك” وفي مواسم الحج وهو أساسا صراع سياسي يأخذ تمثيل طقسي ديني له أصول تاريخية بين السنة والشيعة! وله كذلك تداعيات حالية فيما يخص فلسطين والقدس- أولى القبلتين وثاني الحرمين-! وكذلك “المنفي البابلي” حين أرسل “نبوخذنصر “اليهود من فلسطين ليقيموا في خراسان لمدة 2700عام ويكونوا الجماعة اليهودية الفارسة! ربما يكون كل ذلك مجرد أساطير لكنها مازلت تملك فاعليتها على الجانبين وتتكون حولها تجمعات سياسية دينية وغير دينية مازالت تخوض في الصراع عند إعلان تأسيس دولة إسرائيل كان يعيش بإيران 150000 يهودي فارسي يعيشون حول أصفهان التجارية والتي كانت تسمى يوديستان” وكانوا ينافسون” البازار” الإيراني التقليدي-القاعدة الاجتماعية للملالي- هاجر منهم 30000 لإسرائيل وآلاف آخرين للولايات المتحدة وكندا وبَقى في إيران الإسلامية حوالي 8000 يهودي لهم معابدهم ومدارسهم الخاصة ومتحدثين عن الطائفة وكان العديدون منهم من مؤيدي الثورة الإيرانية الإسلامية فيما بعد!
الصراع والحرب بين العراق وإيران الذي تم تصويره في بعض الخطابات التعبوية كصراع بين القومية العربية والقومية الفارسية شهد إزاحات كبيرة فمن ناحية شجعته الولايات المتحدة وقامت إسرائيل بتزويد إيران الخمينية بمعدات عسكرية حاسمة رغم قطع العلاقات وكان احتلال العراق بداية لتوسع النفوذ الإيراني في العراق واليمن وفي سوريا ولبنان (حدود إسرائيل)! ودخلت الجمهورية الإسلامية في مرحلة بناء تجهيزات نووية والظهور كممثل للممانعة للنفوذ الأميركي والتوسع الإسرائيلي. وعندما قامت إدارة “باراك “أوباما بتوقيع الاتفاق النووي مع إيران ذهب رئيس الوزراء الإسرائيلي “نتانياهو” لكي يخطب في الكونجرس محرضا ضد الاتفاق ودون استئذان من رئيس الولايات المتحدة “أوباما” اعتمادا على اللوبي الصهيوني في المجلسين! الاتفاق الذي الغاه “ترامب” مع اعترافه بالقدس عاصمة إسرائيل وإلحاق أراضي سورية وعربية أخرى لسيادة الدولة الصهيونية والتي صوت الكنيست (2018) بالموافقة على قانون باعتبارها دولة اليهود في العالم وسكانها اليهود فقط الذين يملكون فيها السيادة وليس مجمل سكانها!
إيران هي الدولة الرابعة المستحوذة على الاحتياطي النفطي والثانية في الغاز الطبيعي في العالم وهي عضو مؤثر في منظمة أوبك وهي مع فنزويلا تمثلان الخط المتشدد بشأن الأسعار ومعدلات الضخ والحصص وكان هذا معاكس لسياسة الولايات المتحدة والتي يمثلها في أوبك المملكة السعودية والإمارات!
لإيران حدود متسعة مع الهند والتي يحكمها يمين متطرف داخل في تحالف متسع مع اليمين الإسرائيلي المتطرف وحدود واسعة أخرى مع روسيا والصين اللتان تحاولان تعديل نظام الهيمنة الأمريكية وخاصة في وسط آسيا بالتعارض مع حلفاء أمريكا في قلب العالم القديم ومع نمو اقتصادي وديموغرافي هو تغيير فعلي في موازين القوى التي نتجت عن الحرب العالمية الثانية.
في خطابه بصلاة الجمعة بطهران بعد اغتيال الشهيد “إسماعيل هنية” حدّد المرشد “خامئني” محور الصراع الإيراني الإسرائيلي دون لبس: “إسرائيل تهدف لتكون المورد الرئيسي للطاقة وللسلع المتطورة في الشرق الأوسط وهذا لن تسمح به الجمهورية الإسلامية! لا نشاطر المُرشد إيماناته ولكن هذا هو التناقض الرئيسي فعلا وليس الدعاوى الدينية من الجانبين! وهو تناقض حقيقي وفعال وكان دائما يؤدي لحروب! إيران لديها ما تخسره لو فازت إسرائيل وهو في الحقيقة ثمن باهظ جدّا معارضًا للمسيرة من مصدق لآيات الله. هناك مشاريع قيد التنفيذ لخطوط الغاز تنتهي في موانئ إسرائيلية وهناك مشروع لقناة بديلة لقناة السويس تنتهي في إيلات! هذا هو محور التجارة الدولية الآن ولعشرات السنين القادمة والذي من الممكن لو حدث أن يحول إسرائيل مع التفوق التكنولوجي إلى إمبريالية صغرى! ويحول دول ومجتمعات كبيرة كمصر وإيران وتركيا لمجرد توابع مع سيطرة إيران من ناحية أخرى على الفوائض المالية لدى السعودية وإمارات الخليج التي تسعى لحماية جيش الدفاع الإسرائيلي فيما يتلبّسها كخطر زحف إيراني (جوهر مشروع السلام الإبراهيمي)! لمواجهة ذلك كان على الاستراتيجية الإيرانية أن تجد لها حلفاء لتحجيم إسرائيل فكان حزب الله في لبنان وهو منظمة جماهيرية مسيطرة للشيعة على الحدود الشمالية لإسرائيل وتدخلها في الحرب الأهلية السورية ليس فقط لإبقاء الحُكم العلوي، ولكن لتأمين المسار اللوجيستي المضمون بين إيران والحركات الموالية لها في سوريا ولبنان!
القوى الشيعية التي صارت مسيطرة ومسلحة في العراق وتُشكل تهديد حقيقي للقواعد الأمريكية في العراق وحتى في السعودية وقطر في حالة اشتعال حرب شاملة لا تستطع أوربا مواجهة نتائجها الكارثية خاصة مع تعقد الوضع في أوكرانيا وتوقف إمدادات الغاز الروسي للمصانع الألمانية بالأساس! هذا هو السبب الرئيسي للموقف الأوربي الكابح للحرب والداعي للعودة للاتفاقية النووية مع إيران ولصفقة حول غزة.
من ناحية حماس لم يكن خيار إيران أحد الخيارات الممكنة، بل هو الخيار الوحيد أو مواجهة التصفية الصامتة للمسألة الفلسطينية وضم الضفة والقطاع للدولة الصهيونية بعدما قامت غالبية الحكومات العربية بالتطبيع مع إسرائيل وبعد هزيمة الثورات العربية التي كانت تمثل طوق نجاة ممكن ومُستدام لو تحولت لسلطات ذات تأييد شعبي! كانت الحملة المتشحة بألدين ضد الشيعة هي حملة التيارات السلفية السنية المؤيدة للسعودية وإمارات الخليج وشكلت قوى هامة للثورات المضادة التي انتصرت حتى الآن!
إيران دولة بمساحة واسعة وعدد سكان يبلغ المائة مليون واقتصاد متنوع وعلى مقربة شهور من إنتاج أسلحة نووية ويحكمها نظام سلطوي شعبي ووريثه لحضارة الفية! ولها تاريخ حربي قريب في حرب الخليج الاولي والحرب الأهلية السورية! وتستطيع أن تشكل خطر كبير على الاقتصاد العالمي لو تم مهاجمتها بشكل تدميري! بقطع موارد النفط الخليجي والسعودي بإغلاق الخليج وتدمير آبار النفط !
تركيا مع كل تناقضاتها التاريخية مع إيران استشعرت نفس الخطر وهي عضو مؤسس لحلف الأطلنطي وتقوم بتدريبات عسكرية مشتركة مع إسرائيل وتبادل تجاري هام! لكنها مع صعود للقومية التركية-الإسلامية مع حكم “أردوغان” الممتدّ ومع رفض عضويتها من قبل الإتحاد الاوربي استشعرت ذلك ألخطر حتى أن “أردوغان” عقد جلسة مغلقة للبرلمان لكي يوضح للممثلين طبيعة الخطر الإسرائيلي بعدما قد صرح بأن تركيا بإمكانها غزو إسرائيل!
هل من الممكن أن تتجاوزا تركيا وإيران طموحاتهما الإقليمية المتناقضة ويشكلان حلف لصد التوسع الصهيوني؟ هذا مأسوف تجيب عليه الأحداث في السنوات القادمة. لأن السياسة لا يحدّدها المذهبيّة الدّينيّة، بل المصالح منظور لها من زاوية الطبقة الحاكمة ووعي الشريحة السياسية التي تمثلها في الحكم والمعارضة والوضع في تركيا في حالة سيولة سياسية منذ انتخابات حاكم” اسطنبول “وكذلك الوضع في إيران خاصة لو اختفى “خامئني” وطفحت الصراعات المريرة على الأهداف القومية وهي أمور غير مستبعدة كليآ.
تكتيك نتانياهو هو جر الولايات المتحدة لحرب مع إيران كي تقوم صواريخ “كروز” وحاملات الطائرات بتحطيم قدرات طهران الصناعية والنووية، وهذا أمر يعارضه البنتاجون ووزارة الخارجية تحت الإدارة الديموقراطية سواء في البيت الأبيض والمجلسين أوّلا بسبب كارثتي العراق وأفغانستان والاحتمالات الواقعية لأثر ذلك على الاقتصاد العالمي وثانيا لإن الإدارة الأمريكية ترى أن الصراع الحقيقي للقرن الواحد والعشرين هو بحر الصين الجنوبي بعد أوكرانيا! لكن إدارة جمهورية بقيادة” دونالد ترامب” قد تُقدم على هذه المغامرة الكارثيّة ولهذا يراهن نتانياهو على فوز “ترامب “والمحافظين في المجلسين! وتعارض ذلك أغلبية الديمقراطيين ومن المرجح أن تعمل إدارة ديموقراطية جديدة على صفقة شاملة في الشرق الأوسط من بينها إقامة حكم فلسطيني ذو صلاحيات أوسع من صلاحيات الحكومة الفاسدة في “رام الله” ووقف الاستيطان واستبعاد “حماس “من الواجهة و تحييد حزب الله وعودة الدولة في لبنان للسيطرة على الحدود مع إسرائيل و تتضمن العودة للاتفاق النووي مع إيران في انتظار أن تؤدي صرعات إيران الداخلية لتعديل في نظام الملالي وخروج المتشددين من السيطرة واندماج إيران بتأثير الحصار الاقتصادي في صفقة دولية شاملة (السيناريو السوفيتي) لمواجهة صعود الصين وربما الهند أيضا تحت حكم اليمين الهندوسي !
زبدة القول وخلاصة الكلام في هذه العجالة أنه واقعيّا وفي المدى المتوسط هناك تناقضات حقيقة ومصالح إستراتيجية ووجودية وراء الصراع الإيراني -الإسرائيلي وكانت حرب السابع من أكتوبر المجيدة والمؤلمة لإسرائيل هي التعبير الأمثل عن ضرورة تفرضها حقائق الجغرافيا والتاريخ(شارل ديجول) ويمكن تلخيصها كالآتي: “في شروط تاريخية معينة في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين سقط الشرق الأوسط تحت سيطرة قوى رهيبة وصاعدة للامبرياليات الأوربية بينما كان تكويناته الاجتماعية ومؤسساته السياسية والحربية عاجزة عن مقاومة فعالة.. بينما الوضع الحالي ليس كما يشتهي “نتانياهو “وترامب” للشرق الأوسط الذي لا يمكن أن يصير مملكة لإسرائيل.. ليس بسبب دعاوى دينية مختلفة، بل نتيجة لموازين قوى فعلية ومصالح استراتيجية وحتى إيمانات دينية”! بينما اليمين الصهيوني مسكون بوعود إلهية مزعومة ستكون على الأرجح كعب أخيل له وربما للمشروع الصهيوني بمجمله كما تنبأ البروفسير الإنكليزي/الإسرائيلي-سابقا-“إيان بابي “وكما ينافح البروفسير الأمريكي/الإسرائيلي-سابقا- “نورمان فنكلشتين” والبروفيسور “رشيد خالدي” الأمريكي/الفلسطيني-حاليا- وكما نظن على وجه التقريب لأن حقائق الجغرافيا والديموغرافيا قد غلبت في الجزائر وجنوب أفريقيا وفي فيتنام والانتصار التحرري في الحالات الثلاثة لم يكن حربيا، بل سياسيا بتكبيد القوى المهيمنة خسائر لا تحتملها! بغض النظر عن الوجه الاديلوجي المتنوع الذي اتخذته هذه الصراعات! سواء الشيوعية في فيتنام أو الوطنية الزنجية أو الإسلام السياسي في غزة.
مازالت قوى معينة في الشرق الأوسط ذات تناقضات جوهرية مع المشروع الإسرائيلي وهي بالأساس مصر والجزائر ولا نستطيع في ظل الظروف السياسية لهاتين البلدين المحورتين في الإقليم توقع ما تحمله الأيام من أحداث وتغييرات قد تقوم بتحولات جوهرية في توزيع القوى! ذلك لأن مشروع اليمين الإسرائيلي هو خطر عليها مجتمعة ومنفردة! هو مشروع الشرق الأوسط الجديد وشبه المُستعمر صهيونيا.
الآن فقط إيران تبدو هدف التصويب وقطاع غزة والحدود الشمالية لفلسطين هي ميدان الصراع الوجودي الذي قد يمتد! فقط هذا المشروع ما ينبغي إيقافه الآن أو الكارثة. من أجل شرق اوسط جديد بشعوب حرة وذات سيادة ومزدهرة.