نزار بن صالح
تصدير:
قيل أن محمود درويش قال أو كتب ما معناه «تقولين صباح الخير أو تكتبينها فأسمعها وأقرؤها أحبّك». أوحت لي هذه القصة بما يلي:
«أنا صباحُ الخير أنتِ،
صباحٌ كذاك الذي كان
محمودٌ،
يسمع عندما تقول ريتا،
صباحُ الخير،
صباحٌ كصباح الأسرار
والأهواء،
ذاك الصباح الذي انبلج
عنهما،
وهما في أوج الحياة
والعطاء،
في معبد الذبائح
والأضاحي،
والدماء،
صباحٌ كذاك الصباح الذي،
حوّل جلد ثور كما قالوا،
كما كتبوا،
إلى عاصمة البحار والتّلال،
رغم الصحاري،
رغم الأمطار والأنواء،
صباح كذاك الذي ارتجف
فيه،
من كلماتها واتخدّر،
فأرتعش واسترخي،
بين جفنيها وأُرخي السّتار،
صباحٌ كصباح بحرِي،
وأمواجي،
على رملتها المقدّسة
الطّاهرة،
العذراء،
تمتدّ وتجزر،
فتعيد الامتداد،
صباحٌ صاعدٌ كرائحة قهوتها،
في نصف عتمة مطبخها،
يروي لي تفاصيل التفاصيل،
منذ المغادرة إلى حين
اللقاء،
صباحٌ كخيط الدّم ينساب،
انتصارا للحياة، للخصب،
وللبقاء،
صباحٌ كقلبٍ ساهمٍ واجمٍ،
يرنو لفردوس عينيها،
صباحا ومساء،
صباح كذاك الصباح،
ينزع عن نفسه كل ما علق،
تشبّث، استقر ولصق،
صباحٌ كما كنت أتوق أن
تُعلن لي،
حسناء جميلة كما انتِ،
أنا صباح الخير أنتَ،
ككلّ هذا وذاك،
أنا صباح الخير أنت،
صباح كذاك الصباح،
الذي تتسللين فيه إليّ،
فأكتب كلمات،
لم أكن أعرفها،
تنظرين فيها لي لأطمئن،
ثم تسدلين وتنامين،
بين الخشية والحبّ،
بين الرّغبة والطّهر،
بين التّقرّب والبِعاد،
أنا صباح الخير أنتِ،
كما ترين، كما تعلمين،
أنا صباح الخير أنتِ،
كجرحي الملتصق
بأحشائي،
المنبثق منك،
تقبّلينه برحيقك،
فيختفي كصباح زخات
المطر،
أنا صباح الخير أنت
ككل هذا،
هل رأيتِ
كم أنا صباحُ الخيرِ أنت»